خاض تلاميذ القسم الداخلي بثانوية القدس بالشماعية، بعد انتهاء الدورة الاستدراكية للباكالوريا يوم الخميس الماضي، اعتصاما إنذاريا، كخطوة احتجاجية منهم على ما أسموه «الخروقات» التي تطال كيفية تدبير المؤسسة، والاختلالات التي تعرفها الميزانية المخصصة للقسم الداخلي. حيث طالبوا مصلحة الاقتصاد بصرف الادخار السنوي المتبقي من انخراطات التلاميذ السنوية. ويعاني تلاميذ القسم الداخلي من وضعية وصفت ب»السيئة للغاية»، يقول بعض تلاميذ المؤسسة، حيث يشتكون من نقص في الوجبات الغذائية، وعدم ملاءمتها لشروط الجودة، كما أكد التلاميذ أنهم يتناولون أحيانا «الخبز اليابس» أثناء الوجبات مر على طهيه 24 ساعة، رغم أن الصفقة الإطار تحدد أن يقدم الخبز الذي طهي مباشرة قبل كل وجبة، تضيف المصادر ذاتها. وجاء في بيان استنكاري للمركز المغربي لحقوق الإنسان، فرع الشماعية، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن لجنة من أعضاء المركز انتقلت فورا إلى الثانوية المذكورة لتستفسر عن أسباب اعتصام التلاميذ، فأكد لهم أغلبية المحتجين أن الوضعية التي يعيشونها داخل القسم الداخلي «صعبة»، و ذلك منذ تولي المقتصد الجديد مهامه بالمؤسسة، فزيادة على مشاكل التغذية، يعاني التلاميذ من مشاكل صحية أخرى بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من المرافق الصحية، وكذا مشكل الحشرات والفئران التي غزت مراقد التلاميذ، وأتت على مجموعة من التجهيزات والكراسي. هذا بالإضافة إلى الاكتظاظ الذي يعرفه القسم الداخلي بالمؤسسة. و قد أعلن فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان في بيانه عن مساندته المطلقة واللامشروطة لتلاميذ القسم الداخلي، واستنكاره لسياسة «الأذن الصماء» والحلول «الترقيعية» التي تنهجها الجهات المسؤولة. كما طالب بفتح تحقيق نزيه وجاد في الملفات المطروحة، وكشف المفسدين. وأفادت مصادر «المساء» أن مجموعة من لجن التفتيش حلت بالقسم الداخلي لأكثر من مرة طيلة العام الدراسي وسجلت مجموعة من الاختلالات. لكن الوضع ظل على ما هو عليه. والسؤال المطروح من طرف التلاميذ هو متى سيحل تاريخ التدخل لمعالجة الأوضاع بالمؤسسة والكشف عن أيدي الفساد التي كانت وراء تردي الوضع بالقسم الداخلي، انسجاما مع مبدأ «ربط المسؤولية بالمحاسبة»؟ تقول المصادر الحقوقية نفسها. ويذكر أنه تعذر على «المساء» الاتصال بالمؤسسة المذكورة من أجل أخذ رأيها في هذا الموضوع.