رفعت فعاليات حقوقية ومدنية بمدينة الشماعية العديد من العرائض التي حملت بين طياتها الآلاف من توقيعات المواطنين إلى الجهات الوصية، مطالبة هذه الأخيرة بتأمين سلامتهم وسلامة أبنائهم وممتلكاتهم، مناشدة بفتح مفوضية الشرطة بالمدينة، على اعتبار أن هذه الأخيرة ستنهي معاناة المواطنين مع بعض الاختلالات الأمنية التي تعرفها المدينة في بعض المناسبات، دون إغفال الإشارة إلى إثقال كاهل الراغبين في الحصول على البطاقة الوطنية بالتوجه إلى مدينة اليوسفية، التي تبعد عن بعض الجماعات القروية بأزيد من 65 كيلو مترا. وسبق لتنسيقية المجتمع المدني بالشماعية أن نظمت مسيرة حاشدة للمطالبة بتوفير الأمن وفتح مفوضية للشرطة بالشماعية، شارك فيها أزيد من ألف شخص وجابت أهم شوارع المدينة، احتجاجا على تردي الأوضاع الأمنية وتنامي الاعتداءات والسرقات. واختتمت بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مركز الدرك الملكي رفع خلالها المحتجون شعارات ولافتات تندد بتدهور الوضع الأمني وتزايد نسبة الجريمة وحالات السرقات في وسط الأحياء وبمحيط المؤسسات التعليمية ب«المدينة. وتساءل المحتجون عن سبب تأجيل افتتاح مفوضية الشرطة التي تم تشييدها وتزويدها بمختلف التجهيزات منذ حوالي 3 سنوات. كما يعاني المركز الترابي للدرك الملكي بالشماعية من خصاص وصف ب«الكبير في الأطر البشرية والتجهيزات اللوجيستكية»، بالمقارنة مع شساعة المنطقة التي يقوم بتغطيتها المركز المذكور، فعدد العناصر الأمنية بالمركز الترابي للدرك الملكي بالشماعية لا يتعدى عشرة عناصر مطالبة بتوفير التغطية الأمنية لأزيد من 120 ألف نسمة، موزعة على مجموعة من الجماعات القروية كأجدور ورأس العين واجنان أبيه وإيغود وسيدي شيكر والطياميم، بالإضافة إلى المركز الحضري للشماعية، الذي يبلغ تعداد سكانه أزيد من 30 ألف نسمة، هذا في الوقت الذي يغيب فيه الدعم اللوجيستيكي من سيارات مصلحة مجهزة وأدوات الاشتغال، إذ يلجأ دركيون إلى إمكانياتهم الذاتية، تقول مصادر «المساء» المطلعة. يذكر أنه بعدما كانت الشماعية بالأمس القريب مدينة هادئة، تحولت في الفترة الأخيرة إلى بؤرة ساخنة بسبب ما وصفه بعض السكان بانتشار ظاهرة ترويج المخدرات والمشروبات الكحولية بجميع أصنافها، من بينها «صنع» مادة الحياة، مما تسبب في تكاثر عدد المنحرفين والمتعاطين للمخدرات الذين يتسببون في مواجهات بالمنطقة، مضيفين أن الوضع لم يعد يحتمل الحلول الترقيعية، وأن مطلب خلق مفوضية للأمن بالمدينة أصبح ملحا.