عاش السجن المحلي سيدي موسى في الجديدة، عشية أول أمس الخميس، حالة استنفار قصوى لساعات، بعد تجمهر بعض أسر سجناء أمام الباب الرئيسي للسجن، و احتجاجهم على تعرض أبنائهم لاعتداءات من طرف بعض حراس السجن بحسب تصريحاتهم، وكذا بسبب المضايقات التي تتعرض لها هذه الأسر نفسها أثاء الزيارات، الأمر الذي جعل السجناء المعنيين يدخلون في اعتصام داخل زنازينهم أو ما يصطلح عليه بلغة السجناء ب»البراكاج» (إغلاق أبواب الغرف من الداخل)، مانعين الحراس ومسؤولي السجن من الاقتراب إليهم. وقد اضطرت إدارة السجن المحلي سيدي موسى إلى الاستعانة بالعشرات من حراس السجن الفلاحي العدير من أجل توفير الأمن في بوابة السجن المحلي، وكذا تحسبا لأي انفلات داخل السجن، كما حضر المندوب الجهوي للسجون في جهة دكالة عبدة شخصيا لمتابعة الوضع، فيما اضطر المدير الجديد للسجن المحلي سيدي موسى إلى إخبار النيابة العامة والشرطة القضائية، وقد عاينت «المساء» حضور نائب وكيل الملك وعناصر الشرطة القضائية إلى السجن لمتابعة الوضع، كما عاينت خروج كل من المندوب الجهوي ومدير السجن من أجل الاستماع إلى شكاوى أسر السجناء المحتجين والتي أبلغت المسؤولين بتعرض أبنائها للاعتداء داخل السجن، وكذا تعرضهم لمضايقات أثناء الزيارات والفسحة. ويتوجه المحتجون بأصابع الاتهام بالخصوص إلى عنصرين من حراس السجن قالوا إنهما لازالا يحنان إلى «العهد القديم» ويصران على التعامل مع السجناء بقسوة وانتقائية. كما تابعت باقي الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية والهيئات الحقوقية أحداث الحركة الاحتجاجية التي قامت بها أسر السجناء والتي رفعت خلالها شعارات منددة بمثل تلك السلوكات وطالبت بالاطلاع على أحوال أبنائها وفتح تحقيق في الموضوع. وأوضح مدير السجن، الذي استقبل «المساء» داخل فضاء السجن، أن الأمر يتعلق بثلاثة سجناء لجؤوا إلى إغلاق أبواب زنازينهم، دون أن يوضح لنا الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك، واصفا الأمر ب»الطيش». وأوضح أن إدارة السجن دخلت في حوار مع السجناء من أجل إقناعهم بالخروج والإفصاح عن أسباب احتجاجهم، نافيا أن يكون أحد منهم قد تعرض لاعتداء من طرف الحراس، بدليل إخباره جميع المسؤولين بأن يحضروا لمتابعة الوضع؛ وقال إنه لم يتوصل بأية شكايات منذ تعيينه يوم الجمعة الماضي كمدير للسجن، هذا الأخير الذي تسلم مفاتيحه وهو على إيقاع مجموعة من المشاكل التي عصفت بالمدير السابق. وتساءل المدير عن سبب عدم لجوء المحتجين إلى القضاء. كما أكد المندوب الجهوي للسجون أن الإدارة تحقق في كل الشكايات التي ترد عليها، وتنتظر أن يفتح السجناء أبواب زنازينهم لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى فعل ذلك. يذكر أن ثلاثة حراس ورئيس معقل بالسجن ذاته مثلوا قبل يومين أمام القضاء من أجل التحقيق معهم في اتهامهم من طرف سجين بالاعتداء عليه كذلك.