مجرد رؤيتك لمنتوج غذائي مصنع يجعلك تخضع لإغرائه وتسارع في اقتنائه بالرغم من عدم احتياجك إليه.. إنه قوي وجبار يمارس عليك جميع قوى جاذبيته لتجد نفسك منجذبا إليه بشكل غريب لا يقاوم، فهل تكمن قوته في تأثير علبته الجميلة ذات الألوان الزاهية البراقة؟ أو ربما تسيطر عليك خواصه الحسية من شكل ومذاق ورائحة ولون؟ هذا الإغراء العجيب يجعلك تطرح على نفسك عدة أسئلة مستغربا: لم يختلف هذا المنتوج عما أحضره؟ وما الذي يحسن القيمة الحسية لبعض أنواع الأغذية كالبسكويت مثلا والشيبس والحلويات والسكاكر والعصائر؟ كيف لا يمكنني حفظ طعامي مدة طويلة في حين يمكننا الاحتفاظ بهذه الأطعمة على مدار السنة دون أن تتعفن أو تفسد؟ يمكن تعريف المواد المضافة للغذاء بأنها مجموعة من المواد الكيميائية الطبيعية أو الاصطناعية، والتي ليست من المكونات الطبيعية التقليدية للمادة الغذائية ولا تؤكل عادة كغذاء. وتضاف عمدا للغذاء لغرض تقني أو لتغذية في أي مرحلة من مراحل إنتاج الغذاء وتصنيعه ونقله إلى مرحلة الاستهلاك. وينتج عن ذلك أن تصبح هذه المواد أو نواتجها عناصر مؤثرة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في خواص الغذاء بما في ذلك الخواص المذاقية، وبالتالي فهذه المضافات هي مركبات تستعمل لتأدية أغراض معينة عند إضافتها للأطعمة، سواء تعلق الأمر بالتأثير على خواصها كالملونات والمنكهات التي تضفي عليها مساحات جمالية تفسر الإغراء الذي تمارسه عليك. كما تفسر اختلاف الطعم والشكل واللون بينها وبين الأطعمة المحضرة منزليا. وتستعمل كذلك لتحسين المنظر العام أو قوام الأطعمة المصنعة، أو لحفظها من التلوث وعوامل الفساد الحيوية والكيميائية، وهو ما يفسر عدم تعرضها للتلف أو التعفن مقارنة بالأطعمة التي تحضرها بالبيت. و نظرا لأن استخدامها صار ضرورة لابد منها في عملية تصنيع الغذاء، فالجميع يتساءل عن مدى خطورتها على صحة المستهلك، خاصة أن الجرعة اليومية من هذه المضافات في تزايد كبير نظرا للإقبال المكثف على الأغذية الجاهزة، وعصائر المحلات والمشروبات الغازية والمعلبات.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية