توفيت رشيدة النويني، إحدى ضحيتي ملف بنج مصحة سطات الخاصة، ليلة الجمعة الماضية، في قسم الإنعاش داخل المستشفى الجامعي ابن رشد. وكانت الضحية رشيدة قد دخلت في غيبوبة وشلل تامّين بعد عملية قيصرية للولادة في مصحة خاصة بسطات، مما استدعى نقلها إلى مصحة أخرى بالدار البيضاء، ومنها إلى المركب الاستشفائي الجامعي ابن رشد لاستكمال العلاج، حيث توفيت سريريا لمدة خمسة عشر يوما ولفظت أنفاسها الأخيرة. ووفق معلومات أولية، فإن عائلة الضحية رفضت تسلم الجثة والقيام بإجراءات الدفن، واشترطت للقبول بذلك حضور وزير الصحة، الحسين الوردي، والإفراج عن التقرير الطبي ونتائج التحقيق الذي باشرته لجنة مركزية تابعة للوزارة الوصية في القضية، وتحديد المسؤولية ومعاقبة المتورطين في الملف. وبالموازاة مع ذلك نفذت تنسيقية الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية، التي رافقت عائلة الضحية من مدينة سطات، اعتصاما طيلة أول أمس السبت أمام المستشفى الجامعي ابن رشد للمطالبة بكشف الحقيقة وتحقيق مطالب أسرة الضحية. ووفق إفادة أحد أعضاء التنسيقية، فإن وزير الصحة اتصل هاتفيا بأخ الضحية رشيدة النويني من أجل تقديم العزاء إليه وإلى عائلته، وتقديم وعوده بالإفراج عن نتائج التقرير الطبي في وقت قريب. وفي سياق متصل، أكد بوشعيب موهيب، زوج الضحية الثانية (نعيمة رياض)، ل«المساء» أن الحالة الصحية لزوجته التي ترقد بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء متدهورة جدا، وأنه إذا استمر صمت وتجاهل الجهات المسؤولة للملف فإن الأمور ستصل إلى الأسوأ وستلقى زوجته نفس مصير الضحية رشيدة النويني. وعبر المتحدث عن أسفه وحزنه العميقين إثر وفاة هذه الأخيرة، معتبرا أن ذلك ما كانت تحذر منه عائلتا الضحيتين ومختلف الفعاليات الجمعوية والسياسية والنقابية في المسيرات الاحتجاجية التي كانت تنظمها بمدينة سطات، ومستنكرا في الوقت نفسه عدم تجاوب الجهات المعنية بقطاع الصحة مع مطالب عائلتي الضحيتين رغم أنها مطالب مشروعة كالحق في التطبيب والعلاج ومعرفة الحقيقة، باستثناء الاتصال الهاتفي الذي تلقاه مصطفى النويني، أخ الضحية رشيدة، حيث تمت طمأنته ومطالبته بدفن الضحية تبعا لمقولة (إكرام الميت دفنه) ووعده بالكشف عن مضامين التقرير الطبي قريبا. وأكد المسؤول الإعلامي لتنسيقية الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية بسطات أن التنسيقية ستستمر في احتجاجاتها التضامنية في تصعيد تدريجي إلى حين تحقيق جميع مطالب أسر الضحيتين.