- دعوتم في رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين إلى توأمة طنجة مع غزة، لماذا هذه الدعوة؟ < لما لمسناه من تعاطف قوي لسكان طنجة مع أهالي قطاع غزة في صمودهم البطولي، وقد تبلور ذلك الشعور التضامني في صيغ متعددة تم التعبير من خلالها عن الموقف الرافض للعدوان الذي يطال شعبا أعزل. كانت هناك في طنجة مسيرات جابت الشوارع، ووقفات احتجاجية دعت إليها قوى المجتمع المدني والسياسي والإعلامي والحقوقي، ثم كانت دعوة الرابطة إلى إطفاء الإنارة في الليلة التي تزامنت مع توقيت إعلان وقف الحرب من طرف واحد، وهي الدعوة التي استجاب لها السكان بكثافة لمدة ساعة، تحولت فيها طنجة إلى كتلة مظلمة تتخللها أضواء السيارات والإنارة العمومية بالشوارع. - هل تنسقون مع جمعيات أخرى، وهل الباب مفتوح لهذا التنسيق؟ < لم نتمكن من التنسيق بحكم تسارع الأحداث، ولم تتح الفرصة للتنسيق مع قوى أخرى في تفعيل مبادرة إطفاء الأنوار، ونفس الأمر بالنسبة إلى المطالبة بعقد التوأمة مع غزة، لأن الأمر يتعلق بمجرد اقتراح يمكن تفعيله وإثراؤه، وقد اقتضى اختيار الرابطة أن تتفرد بهذا الفعل على غرار العديد من الجهات التي دعت بدورها إلى اتخاذ مبادرات تتلاءم مع طبيعة اهتماماتها. وكل ذلك لا يلغي الدور الإجابي للتنسيق في مثل هذه القضايا، وإن كان العمل التشاركي يشكو من عدد من العوائق، ولا ننسى أن العمل المستقل يكون مجديا في بعض الأحوال لأنه يختزل المراحل ويسدد الوجهة بدقة ومسؤولية، في حين أن المبادرات التي تتم في إطار التنسيق تتطلب وقتا طويلا للإنضاج وتحقيق الانسجام والتوافق حول الاختيارات وبرامج التنفيذ. - دعوتكم إلى هذه التوأمة ستربك حسابات أصحاب دعوة الاتحاد المتوسطي < أظن أن هذه التوأمة تتحقق بتساوق مع تداعيات الحرب على غزة أكثر مما تحققت مع دعوة أصحاب الاتحاد المتوسطي في آخر لقاء لهم بطنجة، حينما وجدوا أنفسهم في عزلة داخل ردهات فندق موفنبيك تحت حماية أمنية مشددة من أجل منع وصول جموع المحتجين من المجتمع المدني الذين توافدوا للتعبير عن رفضهم لسياسة التطبيع مع العدو الصهيوني. لقد عبر أهل طنجة عن حقيقة التوأمة التي تقتضي تكثيف الدعم لغزة، والكرة الآن بين يدي المجلس الجماعي بطنجة للقيام بمسؤوليته وعدم التهرب من ترجمة هذه الأمنية إلى واقع يتم تجسيده في صور متعددة تعمق الصلة بين المدينتين. لقد استجاب المواطنون بطواعية لنداء إطفاء الأنوار ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، كما تقدموا في شكل جماعي بالمساهمات النقدية والعينية لفائدة أهل غزة، ولم يتبق إلا إعلان المجلس الجماعي عن موقف واضح من هذا المطلب الذي سيضع تجربته على المحك كجواب على ما أثير من تساؤلات حول قبوله باستضافة ممثل الكيان الصهيوني الممثل في الاتحاد المتوسطي على تراب هذه المدينة. * رئيس رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بجهة طنجة- تطوان