صدر عن منشورات الزمن حديثا ضمن سلسلة «شرفات الزمن»، كتاب بعنوان في الفلسفة الألمانية «هايدغر ضد نتشه» لمحمد الشيكر. وفي تقديمه لهذا الكتاب يكتب المفكر محمد سبيلا: «يندرج تأويل مارتن هيدغر لفلسفة نتشه في سياق تأويله للتراث الفلسفي الغربي إجمالا. ومثلما يعتبر هيدغر أن هذا التراث ميتافزيقي في ماهيته، فإنه يعتبر، بالمثل، أن نتشه هو الفيلسوف الغربي الذي ساق الميتافيزيقا الغربية إلى ذروتها وبلغ بها منتهاها.وإن كانت الميتافزيقا الغربية، في تصوره، قد جعلت من سؤال الوجود نسيا منسيا، وقصرت عن إدراك الاختلاف الأنطولوجي بين الكائن والكينونة. فمع نتشه أدرك النسيان ذروة إمكاناته، لذلك لا يتوانى هيدغر في وسمه بكونه آخر ميتافيزيقي في تاريخ الفلسفة الغربية، وبكون فلسفته تمثل غاية ما انتهت إليه ميتافزيقا الغرب». ويضيف «إن هذا الكتاب يضع بين يدي القارئ العربي مفاتيح قراءة هيدغر لنتشه أو لما ينعته فيلسوف الغابة السوداء بالميتافيزيقا النتشية في تمام تشكلها وفي ذروة اكتمالها.ويبذل الكاتب جهدا ملحوظا لإسلاس التعبير العربي وتشذيبه لكي ينقاد للمنطوق الهيدغري، ولكي يفي بمعانيه ودلالته. كما يحرص على نقل هيدغر إلى عموم القراء، بلغة سهلة المأخذ، قريبة المنال، لا تخل بروح النص ولا تنأى عن ما هو أساسي وجوهري فيه».