تحول اجتماع الفريق الاشتراكي في مجلس النواب، صباح أول أمس الاثنين، إلى ساحة ل«التراشق» بقناني المياه المعدنية وتبادل الشتائم والاتهامات والتشابك بالأيادي.. في صورة تعكس مدى الاحتقان الذي بلغته علاقة تيار أحمد الزايدي ومعسكر إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في ظلّ رغبة كل طرف في السيطرة على الذراع البرلماني للحزب. وحسب مصدر من الفريق، فقد كان يكفي أن «يغمز» الحبيب المالكي من قناة جمع الزايدي بين رئاسة الفريق النيابي للاتحاد الاشتراكي وبين زعامة التيار، وانتقاده غياب التنسيق بين الفريق والمكتب السياسي، حتى يتفجّر اجتماع الفريق النيابي وتخرج الأمور عن السيطرة، خاصة بعد أن انبرى مؤيدو لشكر داخل الفريق لاستهداف رموز التيار.. وهو استهداف سارع النائب حسن طارق إلى الرّد عليه بقوة، باعثا «رسالة» قوية إلى لشكر والمالكي مفادها أنّ «الأطر التي يزخر فيها الفريق لا يمكن أن تعود في قراراتها إلى مكتب سياسيّ شبهه بملحقة لحزب الاستقلال». ووفق المصدر نفسه، فإنّ هجوم أنصار لشكر أثار حفيظة عدد من برلمانيي الحزب المصطفين في معسكر الزايدي، وفي مقدمتهم علي اليازغي، نجل الكاتب الأول الأسبق محمد اليازغي، الذي «انتفض» في وجه الحبيب المالكي، حليف لشكر ورئيس المجلس الوطني للاتحاد، نافيا اتهاماته للزايدي بنشر أجواء الكراهية داخل الفريق البرلماني. ولم يدعْ إدريس اشطيبي، برلماني صفرو، تدخّلَ اليازغي يمرّ مرور الكرام، إذ سينفجر، وفق مصدر «المساء»، في وجه اليازغي، متهما والده بمراكمة ثروة والاغتناء من أموال الحزب. وأشار المصدر إلى أن ذلك الاتهام حوّل الاجتماع الأسبوعي لورثة المهدي بنبركة إلى حلبة صراع بين المعسكرين، أجّج نارَها قذفُ رشيد حموني، برلماني بولمان، البرلماني اشطيبي، المحسوبَ على تيار لشكر، بقنينة ماء معدنيّ.. واستنادا إلى المصدر، الذي حضر اجتماع الفريق الاشتراكي، فإنّ نيرانَ الحرب بين الاشتراكيين لم يُخمدها غير تدخل رئيس الفريق وزميله المالكي، اللذين حالا دون خروج الأمور عن السيطرة، وكذا اعتذار النائب اشطيبي بعد توصله بمكالمة هاتفية من الكاتب الأول للحزب، حثه فيها على الاعتذار. وفي الوقت الذي فسّرت مصادر من الفريق ما وقع من أحداث في اجتماع الفريق بمحاولة معسكر لشكر إبعاد الزايدي عن رئاسة الفريق النيابي وتفجير اجتماعاته ووضع هذا الفريق تحت وصايته، مشيرا إلى هذه المحاولة استكمال لمخطط استهله معسكر الكاتب الأول بتنظيم تجمعات في عدد من المناطق أظهرت حقيقة قوة معسكر لشكر في ظل الحضور الضعيف للاتحاديين لهذه اللقاءات.. قللت رشيدة بنمسعود، النائبة الاتحادية، في حديثها إلى «المساء»، مما وقع خلال اجتماع الفريق النيابي، واصفة إياه ب»الملحة»، وقالت: «ما وقع بين الاتحاديين عادي، وسرعان ما تم تجاوزه بتقديم الاعتذار».