نسبت وسائل الإعلام الدولية إلى عالمة بارزة قولها: «إن الرجال يعيشون في الوقت الضائع»، أي أنهم لا ينتظرون غير صفارة النهاية، مثل منتخب يقوده طاوسي إلى الإقصاء. جيني غريفز، وهي من أكثر العلماء تأثيرا في أستراليا، لم تقف عند هذا الحد، بل ذهبت إلى أن «عملية الانقراض هذه ربما بدأت بالفعل»، وتقدم لذلك تفسيرا علميا يتمحور حول «الهشاشة المتأصلة لكروموسوم الذكورة». «اللي فهم شي حاجة يفهمنا معه»، وله جزيل الشكر. هل فهمتم؟؟ طبعا. ................... وأكدت غريفز، أمام نخبة من أساتذة الأكاديمية الأسترالية للعلوم، أن «المرأة ستظفر بمعركة الجنس». ولو أنها لم توضح لنا كيف يمكن للمرأة أن تعيش، بعد هذا الظفر المبين، دون رجل (!؟) أقول امرأة دون رجل، وهل هذا بالفعل ما تحلم به نساء العالم، بمن فيهن «رحيمو، مرات كريمو مول سكيمو». هناك من اجتاحته رعشة الخشية من أن يكون من الفوج الأول من الرجال المنقرضين. وهناك من كاد يرتعش قبل أن يقرأ في فقرة موالية أن الانقراض التام، حسب هذا الزعم، يكون بعد خمسة ملايين سنة. إذا قدر الله لنا، وللقراء الكرام، أن نعيش إلى ذلك التاريخ. وهناك من بدا أكثر تعقلا وهو يحاول أن يتصور عالما خاليا من الرجال. وهناك من تمنى لو ولد بعد أربعة ملايين سنة، حين يكون من نصيب كل رجل آلاف النساء. يكاد المرء يقول «سعداتو»، لولا استحالة تحمل تكاليف الغذاء والإيواء والدواء والكساء لآلاف النساء، بتسعيرة هذا الزمان الأغبر. وهناك من كان كل همه أن الرجال لن ينقرضوا وحدهم، فبانقراضهم تصل دورة الحياة إلى مرحلة «اضرب وانقص». ولن تستطيع أطول نساء الأرض عمرا أن تعيش وحيدة، لا تنتظر غير الفرج. كريمو لم يهتم بالبحث عما إذا كانت رحيمو تتمنى انقراضه. وتدخل في الموضوع جازما: «طبعا، طبعا الرجال انقارضو.. إلا القليل». ولمن يحاول المجادلة، يخرج كريمو من جيبه قصاصة «جورنان» مطوية، تعلن خبر تأسيس جبهة وطنية لمكافحة العنف ضد الرجال. وتستعرض مئات الرجال الذين فاض بهم الكيل فتجرؤوا وراحوا إلى الجمعية يشتكون نساءهم المعتديات، لأن هناك كثيرين ممن يتحملون العنف المادي والمعنوي والجسدي والعاطفي من زوجاتهم، ولا يتجرؤون على «فضح» أنفسهم، مفضلين أن «يستروا ما ستر الله». ومع ذلك، فإن الرجل لم يزعم يوما أنه سيعيش دون امرأة. ولعل مثار الاستغراب هنا أن يأتي خبر انقراض الرجال من... باحثة امرأة، العالمة جيني غريفز.. كل الباحثين الرجال أصابتهم «عين ميكا» فلم يبصروا انقراض الجنس الخشن. الدراسات والأبحاث المتعلقة بموارد الماء والغذاء وبتطور أسلحة الدمار الشامل، تجمع على أن الجنس البشري، وليس الرجل وحده، لن يستطيع انتظار ملايين السنين. وخبراء منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يتوقعون أن يتحول الإنسان إلى مخلوق عاشب، منتصف القرن الحالي. مسار الانفجار الديمغرافي ووتيرته يقضيان على مزيد من الأراضي الزراعية ويخفض حصة الفرد من الماء. والمؤكد أن نهاية الإنسان على وجه البسيطة ستكون مثل بدايتها، رجل وامرأة. ولعلكم تتذكرون «بونا آدم وأمنا حواء، الله يرحمها روح». .................... وفي ذلك يقول شاعر شعبي في قصيدة «راجل ومرا»: فدوار القهرا زهرا راجل ومرا وفي ديور الكبرا زهرا راجل ومرا مرا وراجل، راجل ومرا.