فتحت الإدارة المركزية للجمارك ملفات «البنزين المُهرَّب» في جهة مكناس وفاس، ونزلت لجنة تفتيش بثقلها، في منتصف الأسبوع الماضي، في إدارة الجمارك في الجهتين، واستمعت إلى عدد من الأطر الجمركية وبعض المتعاونين، على خلفية ذكر أسمائهم في أشرطة فيديو «مسترسلة»، نُشِرت في الآونة الأخيرة في الأنترنت. وحمّلت الأشرطة، التي أعِدّت بتقنيات عالية ونغمات موسيقية مثيرة، معطيات صادمة حول مستودعات للبنزين المهرَّب في الجهة، ولمّحت إلى وجود تواطؤ بين بعض المسؤولين وبين بعض بارونات تهريب البنزين.. ولم يتردّد الشريط المصور في اتهام أحد المسؤولين الجمركيين بتلقي رشاوى عبر «ويسترن يونيون» و»وافا كاش» باسم شخص آخر ورد اسمه في محاضر المرشدين.. وعلمت «المساء» أن اللجنة، التي استمعت إلى جل الأطر التي وردت أسماؤهم ضمن هذه الأشرطة، حققت، أيضا، مع «حمّال» يشتغل لصالح إدارة الجمارك في مكناس. وكان اسم هذا الحمّال قد استفاد، حسب وثائق الإدارة، من مَبالغ مهمة، لكنه صرّح بأنه لم يتسلم المَبالغ الموثقة.. ويعود آخر شريط مصور حول «البنزين المهرب» في الجهة إلى ليلة 14 ماي الماضي. وأشار الشريط إلى أنّ مكالمات هاتفية وردت على رجال الجمارك جعلتهم ينسحبون من نقط المراقبة، ما سيفتح المجال أمام أحد كبار المهرّبين في الجهة لتوزيع البنزين على المحطات، غير أنّ الشاحنة لم تتمكن من الوصول إلى جميع محطاتها، بسبب توقيفها من قبَل دورية للأمن في منطقة «مريرت»، التابعة لإقليم خنيفرة، وهي في طريقها نحو بلدة «زايو الشيخ». وألقيّ القبض على المتهم الرئيسي في القضية، برفقة سائق، وتقرّرت إحالتهما على المحكمة في حالة اعتقال، بينما تمت مصادرة الشاحنة، وسيارة فارهة كان يمتطيها المتهم بالوقوف وراء عمليات توزيع الوقود المهرَّب. وكان شريط سابق حول قضايا تهريب البنزين وتواطؤ بعض المسؤولين في إدارة الجمارك قد صور «لقطات مثيرة» حول حاويات بنزين تدخل وتخرج من أحد أكبر مستودعات الجهة. وجاء في الشريط أنّ «هذه العمليات تتم غيرَ بعيد عن أعين الجمارك»، وأن «مسؤولي هذه الإدارة يعمدون إلى إخلاء المنطقة المجاورة من أي مراقبة، في الأوقات التي تنشط حركية الدخول والخروج إلى المستودع».