هزّ شريط مصور -اطلعت «المساء» على نسخة منه- إدارة الجمارك في فاسومكناس بسبب تعليقات أشار فيها معدّوه، عدة مرات، إلى تورّط مسؤولين كبار في هذه الإدارة في «غضّ الطرف» عن ملفات البنزين المهرَّب، الذي أصبح «يغمر» الجهة. وقد صُور الشريط بتقنيات عالية وتوضيبات استُعملت فيها اللغة الفرنسية، أحدَ أكبر المستودعات في جهة فاس -مكناس، بينما كانت الشاحنات التي تم إدخال «تعديلات» عليها (بالطريقة المغربية) لتَسَع كميات كبيرة من البنزين المهرَّب، تدخل وتخرج من وإلى المستودع، الذي يظهر من خلال الشريط أنه يوجد بعيدا عن أعين المواطنين، لكنه غير بعيد عن أعين الجمارك.. وجاء في الشريط أنّ مسؤولي هذه الإدارة يعمدون إلى إخلاء المنطقة المجاورة من أي «مراقبة»، في الأوقات التي تنشط فيها حركة «الدخول والخروج» إلى المستودع.. ولم تَسْلَم حاويات كبيرة عادة ما تُستعمَل في نقل البنزين من عدسات المصورين، التي التقطت إحدى هذه الحاويات وهي تلج المستودع «فارغة»، قبل أن تخرج منه مملوءة بالبنزين المهرَّب، وتتوجّه الشحنة، التي تقارب 30 طنا، إلى مدينة مكناس لإفراغها في إحدى المحطات هناك. كما أظهر الشريط وسائل نقل مختلفة الألوان والأحجام، قال مُغدّوه إنها قادمة من وجدة لإفراغ شحنات البنزين المهرَّب، قبل أن تعود من حيث أتت، في حركية لا تكاد تتوقف.. وأورد الشريط أنّ «هذه الطريق تعرف وجود مهرّبين للبنزين من «الوزن الثقيل»، كما تزخر بوجود مستودعات كبيرة للتهريب».. وأن هذه الحركية الدؤوبة للتهريب والمُهرّبين تزامنت مع إحالة موظفي الجمارك المكلفين بالمراقبة على عطلة، ما يُظهر، حسب منتجي الشريط، تورّط بعض المسؤولين في هذه الملفات.