أجهزة الاتصال الحديثة ليست شرا في حد ذاتها، بل لاستخداماتها امتيازات عديدة لا تعد ولا تحصى. لكن الاستخدام السيء لتلك الأجهزة في وسعه أن يتحول إلى ما يشبه الحصى داخل الحذاء الذي نضعه إذا تُركت الأمور على حالها، ولم نتدخل لتحديد ما تود الحصول عليه من خلال استعمال أدوات العصر التكنولوجية. هذا الأمر أكدته نتائج دراسة أمريكية حديثة توصلت إلى كوننا في العديد من الحالات لا نستطيع تجاهل الأجهزة الحديثة، ونعمد جراء ذلك إلى مقاطعة حياتنا لأجل اكتشاف المستجد الذي تحمله، وهو ما يتسبب في ظهور الضغط النفسي، وإحساسنا بالذنب تجاه أنفسنا جراء ذلك. فيما يلي بعض الاستراتيجيات لأجل جعل هاتفك، وحاسوبك اللوحي، وحاسوبك الشخصي، وغيرها من أدوات التكنولوجيا الحديثة في منأى عن تعكير مزاجك وجعل يومك سيئا. حدد مكانا خاليا من التكنولوجيا الرقمية: عليك أخذ القرار بتحديد غرفة في منزلك خالية من الهواتف، سواء كانت غرفة تناول الطعام أو أي مكان تتشاركه مع باقي أفراد الأسرة. يمكن كذلك تحديد فترة من النهار والإعلان عن ذلك لا تستعمل خلالها أي من أدوات تكنولوجيا الاتصال والتواصل، ويتم خلالها إغلاق الحواسيب وتحويل الهواتف إلى وضعية عدم الإزعاج. تواصل مع ما يجري حولك: حالما تساورك الرغبة في فتح بريدك الإلكتروني، خصوصا عندما تكون بصدد تناول وجبة طعام أو إجراء محادثة مع شخص معين، يتعين عليك منع نفسك من القيام بذلك. حاول مجابهة الرغبة في الابتعاد عن الناس أو التوقف عن الحديث من خلال معاودة الانخراط في نفس النشاط. حاول أن تقنع نفسك بأنك ستزور بريدك الإلكتروني في وقت لاحق. وتذكر دائما بأنك من يتحكم في الجهاز، وليس العكس. اترك هاتفك بالمنزل: حاول القيام بهذا الأمر. قم بذلك لدى قيامك بالتسوق، أو المشي في نزهة، أو أي نشاط يبعدك عن الأجهزة الحديثة. ما هو الشعور الذي سيساورك إذا تخليت عن القيود الرقمية؟ هل سيصيبك القلق بسبب عدم وجودها أم ستتمكن من الاسترخاء على نحو أفضل؟ الأهم من ذلك، عندما تعود للمنزل، ما الذي ستخفق في تتبعه لحظة وقوعه؟ في غالب الأوقات لا نفوت الكثير إذا تخلينا عن هواتفنا لبعض الوقت. تتبع حالة مزاجك: حاول تدوين جميع الأشياء التي تدفع لاستعمال أجهزة الاتصال الحديثة. هل سبب ذلك هو الملل؟ أم القلق. بعدها، اسمح لنفسك بزيارة شبكات التواصل الاجتماعي، وبريدك الإلكتروني، وحاول الانتباه جيدا للمشاعر التي تساورك مباشرة بعد القيام بذلك. ما هي الأمور التي تعلمتها من خلال الزيارة الخاطفة للمواقع الاجتماعية ومطالعة المستجدات، وما هو التأثير الذي مارسته عليك تلك المعلومات؟ هل مكنتك من إدراك بعض الأشياء الرائعة، وهل ذكرتك بضرورة الاتصال بصديق، أم أنها جعلت مزاجك معكرا بسبب عدم قدرتك على القيام بشيء آخر؟ إن القيام بتتبع عاداتك الشخصية من شأنه أن يجعلك تنتبه للأمور التي تحدد سلوكك وتساهم في رفع الضغط النفسي لديك.