برّأ الحسين الوردي، وزير الصحة، سلفه الاستقلالية ياسمنة بادو، والواقفين وراء صفقة اللقاحات، وعلى رأسهم رحال المكاوي، الكاتب العامّ الأسبق للوزارة، من «تهمة» تهديد سلامته الجسدية، وهي التهمة التي راجت بعد أن كشف الوردي أنه وأفراد عائلته تلقوا تهديدات بالاغتصاب والاختطاف والقتل.. وقال الوزير التقدّمي خلال ردّه على سؤال محوريّ في مجلس النواب حول السياسة الدوائية في المغرب، مساء أول أمس الاثنين:»: «يحُزّ في نفسي أن يقال إنّ وزيرة الصحة السابقة وأصحاب اللقاحات يريدون قتلي.. وكمواطن أقول لا أساس لذلك»، قبل أن يتابع بانفعال، على مرأى ومسمع الوزيرة الاستقلالية: «اللي بْغى الخدمة في الأستاذة ياسمينة بادّو يمشي ليها نيشانْ.. أنا عييتْ من هادشّي».. إلى ذلك، اتهم الوردي من سماهم «خصوم التغيير والإصلاح» بالوقوف وراء ترويج ما وصفه ب»خرافة» إقدام وزارة الصحة على الزيادة في أسعار 2700 دواء في الصيدليات المغربية، وقال: «الزيادة في أسعار 2700 دواء هي محضُ افتراء وكذب وبُهتان من خصوم التغيير يراد منها التشويش على الإصلاح.. وبهذه الطّرُق الرخيصة لن يفلحوا في مسعاهم. وندرك أنّ للتغيير خصومه الذين تتضرّر مصالحهم». وفيما طالب الفريق الاستقلالي في مجلس النواب بكشف لائحة الأدوية التي تمّ تخفيض أثمنتها، واصفا الوضع الصحّي في البلاد ب»المنهار والمُفلس»، كشف وزير الصحة، خلال ردّه على السؤال المحوري الذي تقدّمت به فرق الأحرار والتقدم الديمقراطي والاشتراكي والدستوري والاستقلالي، «عزمَ الوزارة على المضيّ قدُماً في نهج الإصلاح في إطار مقاربة تشاركية مع المهنيين».. معلنا أنّ وزارته «ستتخذ القرار المناسب في ما يخصّ تخفيض أسعار الأدوية بعد الاستماع إلى جميع المتدخلين في المجال، من منطلق المسؤولية السياسية التي تتحملها ومراعاة للمصلحة العامّة». وفي الوقت الذي كشف وزير الصحة أنّ وزارته خصّصت هذه السنة حوالي مليارين و200 مليون درهم لشراء الأدوية واقتنائها، أوضح المسؤول الحكومي أنّ هناك عوامل مُتعدّدة تتسبب في رفع أثمنة الأدوية في المغرب، منها ما يتعلق بضعف القدرة الشرائية للمواطنين وعدم مراجعة المراسيم ذات الصلة بالقطاع وارتفاع الضريبة على القيمة المضافة، وكذا ضعف التغطية الصحّية وقلة الإقبال على الأدوية الجنيسة. وفي سياق حديثه عن الصّعوبات التي تعترض طريق تخفيض ثمن الدواء في المغرب، أشار الوزير إلى أنّ وزارته تواجه خلال مناقشة أثمنة الدواء مصاعب تتمثل في تشتت تمثيليات الصيادلة «اللّي باقينْ مْدابزين بالسّلاسلْ».. من جهة أخرى، كشف الوردي عزمَ وزارته على عقد مناظرة وطنية حول الصحة، في مدينة مراكش في 1 و2 و3 يوليوز القادم، وهي المناظرة الثانية من نوعها بعد المناظرة التي عقدت في 1959 وترأسها آنذاك الملك الراحل محمد الخامس.. مشيرا خلال تدخله إلى أن المناظرة تروم مناقشة الوضع الصّحي في شموليته بغية الوصول إلى وضع ميثاق وطنيّ للصّحة.