لجأ مواطن كان مرافقا لسيدة حامل، مساء أول أمس الخميس، إلى تكسير أنف مولدة بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي الغساني بفاس، مستعينا بقنينة زجاج فارغة. وقالت المصادر إن المواطن دخل في نوبة هيستيرية حادة بعدما انتقد تباطؤ المولدات في تقديم الإسعافات الضرورية لزوجته. وأسفر الحادث عن دخول المولدة في حالة إغماء، نتيجة الجرح الغائر الذي أصيبت به في الأنف، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى آخر لإجراء عملية جراحية على الأنف. ونفت مصادر طبية وجود أي نقص في تقديم الإسعافات الضرورية للسيدة، موردة أن حالتها الصحية لم تكن تدعو إلى القلق، ولم تصل بعد مرحلة الولادة، وكان من اللازم استقبال حالات أخرى أكثر استعجالا، ما أغضب الشخص المرافق، وأدخله في حالة غضب شديد استعان خلالها بقنينة زجاج فارغة لتوجيه ضربة موجعة للمولدة. وأضافت المصادر أن حالة الاعتداء كان من الممكن أن تكون أشد إيلاما، وأن تنتقل عدوى الإصابات إلى مولدات أخريات لولا تدخل حراس الأمن الخاص الذين عمدوا إلى «اعتقال» الشخص، وربط الاتصال برجال الشرطة. وخلف الحادث إصابة الممرضة لمياء گنوني بجرح غائر على مستوى الأنف (11 غرزة) وكسر في عظمة الأنف، وحددت مدة العجز للمولدة في 37 يوما حسب شهادة طبية تسلمتها من قسم مستعجلات مستشفى الغساني، قبل أن يتم نقلها على وجه السرعة إلى ملحقة المركز الاستشفائي الحسن الثاني بباب الحديد المختص في مستعجلات جراحة الأنف والأذن والحنجرة. وقالت الممرضة أسماء واعنان، ممرضة مجازة (قابلة)، وهي زميلة للممرضة المصابة ل»المساء» إن الشخص المتهم بارتكاب الاعتداء قدم رفقة زوجته الحامل صباح اليوم ذاته وتم فحصها من طرف كل الممرضات القابلات بقسم الولادة على فترات، وتبين في كل مرة أن السيدة لا تزال بعيدة شيئا ما عن الوضع، وبالتالي فمن الضروري الانتظار حتى يتسع عنق الرحم في الحدود المقبولة للولادة بشكل طبيعي. وذكرت الممرضة واعنان أن المولدات أخبرن الزوج بهذه الاعتبارات، في عدة مناسبات، إلا أن الزوج لم يتقبل هذا الوضع، ما دفعه إلى ارتكاب الاعتداء. ووصف خليل رفيق، الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة (ك.د.ش) بالمستشفى الإقليمي الغساني، الاعتداء ب»الهمجي»، منتقدا عدم تدخل الإدارة لحماية موظفيها، خاصة في قسمي المستعجلات والولادة.