يعرف عبد الإله بنزاكور (أخصائي جراحة الجهاز الهضمي ورئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء) الحجاب الحاجز بأنه ورقة عضلية تفصل الصدر عن البطن، وتقع مباشرة تحت القفص الصدري، توجد بوسطها فتحة، يمر بها أنبوب الطعام الذي يسمى المريء، وعند اتساع الفتحة تبرز الأعضاء الموجودة في منطقة البطن إلى منطقة الصدر، خصوصا المعدة وتسمى عند عامة الناس «الفتق في المعدة» ويقول بنزاكور إن هذا الأخير ينقسم إلى نوعين: - فتق ثابت: وهو جزء من المعدة، يبقى دائما عالقا في الصدر وتمثل نسبة الإصابة به10%، وقد تبرز معه الأمعاء، ويحدث غالبا، نتيجة تشوه خلقي لفتحة الحجاب الحاجز. - فتق منزلق: تمثل نسبة الإصابة به 90 % ، حيث ينزلق جزء من المعدة، صعودا وهبوطا من خلال فتحة الحجاب الحاجز. وبخصوص الأسباب، لخصها أخصائي جراحة الجهاز الهضمي في: 1 - زيادة الضغط على تجويف البطن: السعال، التقيؤ، الإمساك، رفع الأحمال الثقيلة، الحمل، الوزن الزائد، التدخين أو تناول الكحول والزيادة في حموضة الجزر، وكذا عامل السن حيث يعد من تجاوز سنه الخمسين سنة أكثر عرضة للإصابة بفتق الحجاب الحاجز. أما عن مضاعفات إهمال علاجه مبكرا، فيؤكد بنزاكور بأنه من الممكن أن يسبب الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم، نتيجة تكرار النزيف الصغير في أسفل المريء أو حدوث التهابات رئوية متكررة، نتيجة لدخول أجزاء من الطعام إلى الرئة، وكذا اختناق الجزء البارز من المعدة عبر فتحة الفتق، مما يقلل من وصول الدم إلى جدران المعدة، وأخيرا انعدام التنفس الذي قد يصل إلى حد الاختناق بالنسبة للأطفال. ولخص أخصائي جراحة الجهاز الهضمي أعراض فتق الحجاب الحاجز في: - حموضة الجزر وهي حرقة المعدة وضربات القلب غير المنتظمة - آلام وراء عظمة الصدر - طعم مر أو حامضي في أعماق الحلق - القيء وصعوبة ابتلاع الطعام ويتم تشخيص فتق المعدة، يضيف بنزاكور، بواسطة الأشعة فوق صوتية التي يقوم بها الطبيب المختص بعد تناول المريض لمحلول باريوم الملون، أو باعتماد الفحص بواسطة منظار أعلى الجهاز الهضمي؛ المريء، المعدة والإثنا عشر. وبالنسبة للعلاج، ربطه بنزاكور بالأدوية، وأيضا بالجراحة التي تصبح الحل الوحيد حينما يكون الفتق انزلاقيا؛ أي أن حامض الجزر تكون نسبته كبيرة ولا تجدي معه الأدوية نفعا، وكذا الفتق الثابت الذي يمكن أن يخضع المصاب به للجراحة العادية أو بواسطة المنظار، وتتم خلف صمام في الجزء السفلي من المريء، وذلك بلف الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المريء. وشدد رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف في البيضاء على أهمية الوقاية من الفتق بالامتناع عن التدخين، الخفض من الوزن، تناول وجبات صغيرة، في أوقات متباعدة عوض وجبة واحدة في وقت معين، مع الحرص على تناول الطعام ثلاث ساعات إلى أربع قبل النوم، رفع الوسادة بما قدره 15 سنتمترا، لكون ذلك يساعد قوة الجاذبية في الحفاظ على محتويات المعدة، تجنب الملابس الضيقة التي تضغط على البطن، وأيضا الابتعاد عن تناول الشوكولا والكافيين والسكريات، لأنها ترخي عضلة أسفل المريء، وأخيرا تجنب المشروبات الغازية والطعام الحار أو الغني بالدهنيات.
* أخصائي جراحة الجهاز الهضمي ورئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء