قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن هناك تطابقا للرؤى في المرحلة الحالية بين حزبه و حزب الاستقلال فيما يخص تقييم عمل الحكومة، «لكننا اخترنا عدم التنسيق معه لأننا نمارس السياسة بنبل، عكس الأطراف الأخرى التي تتحين الفرص لتضرب الأحزاب ببعضها»، ملمحا إلى ترك الباب مفتوحا أمام أي تنسيق مستقبلي بين الحزبين، في حال ما إذا نفذ حزب الاستقلال تهديده بالانسحاب من الحكومة. من جهة أخرى، أكد لشكر، الذي حل ضيفا، صباح أمس، على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن قرار المعارضة مقاطعة الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة كان قرارا متأخرا، وأنه كان يجب أن يتخذ منذ الجلسة الشهرية الأولى، «قلت، حينها، إن المصادقة على النظام الداخلي لمجلس النواب كان أكبر مؤامرة على الدستور الجديد، بعد أن استغلت الأغلبية السرعة التي وضع بها لتشديد هيمنتها على المجلس». واعتبر لشكر أن الأغلبية قد جعلت، بممارساتها الهيمنية، البرلمان الحالي أتفه البرلمانات في تاريخ المغرب المستقل، «بل أتفه حتى من برلمانات سنوات الرصاص، حيث تم وضع النظام الداخلي بمنطق الأغلبية وليس بمنطق التوافق، وتم تفصيله على مقاس الحزب الأغلبي، وهو ما جعل برلمانيي المعارضة أشبه بالجزار الذي يقف أمام الذبيحة، دون أن يملك وسائل العمل من سكاكين وغيرها». الكاتب الأول لحزب الوردة، دعا عبد الإله بنكيران إلى التخلي عن «الغطرسة» التي يتعامل بها مع معارضيه، وعن سياسة «ما مسوقش» التي ينتهجها تجاه كل من يسير في اتجاه غير اتجاه الحكومة، «وأنا شخصيا آمل أن يستوعب هو وحزبه الدرس من خلال المقاطعة الشاملة لفرق المعارضة لجلسته الشهرية، وأن يراجع حساباته قبل الجلسة المقبلة». لشكر، الذي كان مرفوقا خلال الندوة بكل من عبد الكريم بنعتيق وأحمد العراقي، شدد على أن السكرتارية التي تم إنشاؤها خلال اجتماع المكاتب السياسية للأحزاب الثلاثة أول أمس الاثنين، ستعمل على تسهيل مقتضيات الاندماج، «وقد كلفت بوضع برنامج دقيق، بحيث يتم عقد المؤتمرين الاستثنائيين للحزبين العمالي والاشتراكي، واللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي في غضون 48 ساعة، حتى نبرهن للجميع بأننا أصبحنا حزبا واحدا وليس ثلاثة أحزاب». وعن احتمال انضمام باقي أحزاب اليسار إلى الأحزاب اليسارية الثلاثة المندمجة، أكد لشكر أن الباب سوف يظل مفتوحا أمام الجميع، «وأنا ليست لدي أي عقدة من أن أتجه صوب فيدرالية اليسار التي دعانا السيد بنعمرو، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الاشتراكي، إلى الانضمام إليها، لأن المهم بالنسبة إلي هو تشكيل الحزب الاشتراكي الكبير، وليس المواقع أو المناصب». من جهته، نفى عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، أن تكون النقاشات بين قيادات الأحزاب قد طرحت مسألة المواقع بالنسبة إلى قادة الحزبين المندمجين في الاتحاد، مؤكدا أن «مشروع الاندماج بين الأحزاب الثلاثة في اللحظة التي يمر منها المغرب حاليا هو أكبر من أي موقع أو منصب، ونحن نهدف بالأساس إلى مواجهة المد المحافظ الذي بات يهدد مجتمعنا المتعدد، دون الالتفات إلى هذه الإشكاليات التنظيمية».