«تسابق» المئات من رجال الأمن، برُتب مختلفة، خلال الأسبوع الماضي لإجراء مباراة داخلية لم يَعلم بتاريخ إجرائها الآلافُ من مفتشي الشرطة وضباط الأمن، تتعلق بالالتحاق بسفارات عدد من الدول الأوربية لإنجاز وثائق تخصّ الجالية المغربية المقيمة في الخارج، من بينها البطاقة البيومترية. وأسالت المباراة الداخلية لعاب الكثير من رجال الأمن، نظرا إلى ما توفره للناجحين فيها من أفضليات، كمِنح «كبيرة» تضاف إلى رواتبهم الشهرية وتتكلف بها وزارة الخارجية، إضافة إلى النقل والسكن والإقامة في دول أوربية، كفرنسا وبلجيكا وإيطاليا. وعلمت «المساء» أنّ مديرية الإعلاميات، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، أعلنت عن اختبارات في بوالقنادل لاختيار 49 شخصا فقط من بين المئات من رجال الأمن في مختلف مدن المملكة قصد إلحاقهم بالسّفارات المغربية في عدد من الدول الأوربية. واتهم عدد من رجال الأمن برتبة حارس أمن مديريتهم بعدم إعلان الاختبارات وعدم معرفتهم بتاريخ إجرائها، مشيرين إلى أنّ المباراة في السابق لم تكن تعلن في الأصل.. وأنّ معايير الزبونية والتدخلات هي التي كانت تحدّد رجال الأمن الذين سيلتحقون بالسّفارات، والاستفادة من جملة من الامتيازات. وقال الإطار الأمني السابق محمد أكضيض ل»المساء» إنّ مديرية الإعلاميات، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، عبّرت عن حسن نيتها من خلال إعلان الاختبارات وفرض مجموعة من الشروط، من بينها الثقافة العامة والمهنية واللغات، إضافة إلى الإجابة عن أسئلة مهنية تتعلق بإنجاز البطاقة الوطنية البيومترية. وجوابا عن اتهامات رجال الأمن قال أكضيض إنّ نتائج الاختبارات ستعكس مدى شفافية المباراة، بعد أن أخبِر المرشحون أن بإمكانهم مراجعة المصلحة المختصّة للاطلاع على نقطهم، مشيرا إلى أنّ «المديرية العامة قطعت مع عهد الزبونية بإعلانها المباراة». واجتاز الآلاف من رجال الأمن، مباراة داخلية، نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني للترقي في الرتب بالنسبة إلى كل من حراس الأمن ومفتشي الشرطة والضباط، يوم الأحد الماضي. وقال مصدر أمني إنّ المرشحين لاجتياز المباراة اختُبِروا، صباح أمس الأحد، في موضوعين، أحدهما عام، يتعلق بتدبير الموارد البشرية، وآخر مهنيّ، يرتبط بعمل ضباط الشرطة، وطريقة تحرير المحاضر، والانتقال للإشراف على مسرح الجريمة، وغيرها من الأحداث التي يعيشها رجال الأمن، بمختلف رتبهم، في أعمالهم اليومية.