في أول اجتماع له بعد وفاة الشيخ عبد السلام ياسين، التأم مجلس شورى جماعة العدل والإحسان في دورته الرابعة عشرة نهاية الأسبوع الماضي، وهو الاجتماع الذي توج بانتخاب عبد الله الشيباني، زوج نادية ياسين وصهر شيخ الجماعة الراحل عبد السلام ياسين، عضوا في مجلس الإرشاد، ليشغل بذلك مقعد مؤسس الجماعة وتكتمل مقاعد برلمان الجماعة الخمسة عشرة، في حين تمت إعادة انتخاب عبد الكريم العلمي لولاية أخرى على رأس مجلس الشورى. البيان الختامي لمجلس شورى الجماعة، عبر عن استنكار الجماعة الشديد لما أسماه «استمرار العبث السياسي الذي يرعاه النظام، والذي يكون ضحيته هو الشعب المغربي الذي يطلب إليه في كل مرة المشاركة في استحقاقات انتخابية عبثية، لا تزيد واقعه إلا بؤسا، في حين أن توالي الأيام وتواتر الوقائع تفضح الطبيعة الاستبدادية للنظام، والتفافه على مصالح الشعب وإخلاف وعوده والتزاماته». وانتقد بيان الجماعة ما أسماها «الانتهاكات التي تطال الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجمعوية لمختلف شرائح المواطنين»، مؤكدا على مساندة كافة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها العديد من المناطق والقطاعات والفئات، دفاعا عن مطالبها المشروعة في العيش الكريم، ومنتقدا «إخفاق السياسات العمومية المتبعة، والفشل الذريع للمقاربات المطروحة في تدبير الشأن العام، والقائمة على تغييب الشعب والاستفراد بالقرار واحتكار كل وسائل التأثير». بيان برلمان الجماعة أطلق النار على مهرجان موازين الذي أسدل الستار على فعالياته نهاية الأسبوع الماضي دون أن يذكره بالاسم، مستنكرا ما أسماها «سياسات التمييع والإفساد الأخلاقي التي تستهدف هوية الشعب المغربي وتاريخه وقيمه، وهي السياسات التي تنخر منظومتنا القيمية والتربوية والثقافية والتعليمية والإعلامية وتبذر أموال شعبنا المفقر الذي يراد منه أن يدفع ثمن هذا الإفلاس الخلقي». بيان مجلس شورى الجماعة ختم بالدعوة إلى تعبئة شعبية عامة، تنقل فئات واسعة من الشعب من واقع العزوف واللامبالاة والسلبية الناجم عن السياسة العبثية ل«المخزن»، إلى واقع المشاركة والرقابة والفعل الجماعي المسؤول، عبر حوار وطني على مرأى ومسمع من الشعب، بلا إقصاء ولا خطوط حمراء، يفضي إلى ميثاق جامع يضع الأولويات ويوحد الجهود، ويجمع الكلمة، ويؤسس لدستور يعكس إرادة الشعب وهويته».