في خطوة تعكس اشتداد أزمة السيولة في السوق المغربية، أعلن التجاري وفا بنك، الذراع المالي للهولدينغ الملكي، عن نيته اللجوء إلى الأسواق الخارجية من أجل اقتراض 500 مليون دولار، أي ما يعادل 4 مليارات درهم، عبر إصدار سندات دولية، لتمويل خططه التوسعية في إفريقيا. وقال محمد الكتاني، الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك، ل«رويترز»، على هامش الاجتماع السنوي للبنك الأفريقي للتنمية في مراكش، إن «مجلس إدارة البنك صادق على العملية، وبالتالي يستطيع البنك المضي قدما في عملية إصدار سندات بقيمة 500 مليون دولار في أي وقت»، مضيفا أن الأمر متروك للإدارة لتحديد موعد الإصدار. وكان الكتاني أكد، سابقا، أن البنك عازم، بعد اقتنائه خلال ست سنوات عشرة بنوك بغرب إفريقيا، على توسيع نشاطاته لتشمل النيجر وبنين وبلدان إفريقيا الناطقة بالإنجليزية والبرتغالية، موضحا أن هذه الرغبة هي «التفاتة خاصة تجاه المتعاونين مع البنك من البلدان المضيفة التي ساعدت على تسريع توسع التجاري وفا بنك على مستوى القارة الإفريقية». وحسب مسؤولي التجاري وفا بنك، فإن الذراع المالي للهولدينغ الملكي يراهن على تطوير المقاولات الصغرى جدا، التي كثيرا ما تجد نفسها مجبرة على التمويل بأسعار باهظة في القطاع غير الرسمي، في حين أنها ضرورية للإقلاع الاقتصادي. ويشير هؤلاء إلى أن هذا «الإقلاع يغذيه أيضا ارتفاع في معدل البنكنة الذي يتراوح ما بين 5 و8 في المائة بجنوب بلدان المغرب العربي». وتخوض البنوك المغربية حربا شرسة فيما بينها للظفر بأسواق جديدة في إفريقيا، فبعد الخطوة التي أقدم عليها، مؤخرا، التجاري وفا بنك عبر اقتناء 50 في المائة من رأسمال البنك الدولي لإفريقيا بالطوغو، جاء الدور على عثمان بنجلون ليبدي رغبته في وضع يده على فرع الشركة العامة للأبناك بغينيا الاستوائية، بعد أن قدم البنك المغربي للتجارة الخارجية عرضا مغريا للفرنسيين بهذا الشأن.