أوصى مؤتمر دولي انعقد الأسبوع الماضي بالقنيطرة بإحداث وحدة للدكتوراه عن «القرآن والإنسان والعمران» بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، إضافة إلى تسليط الضوء وتعميق الأبحاث والدراسات في الإنتاجات الفكرية التي قاربت قضايا «القرآن والإنسان والعمران». وجاءت الدعوة في التوصيات النهائية للمؤتمر، الذي نظمه مركز الدراسات القرآنية، التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، بتعاون مع مختبر الدراسات الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إضافة إلى مجلة «حراء» التركية، إلى « فتح وحدة للدكتوراه تحت عنوان «القرآن والإنسان والعمران» بجامعة القنيطرة». كما خلص المؤتمر، وفق بيانه الختامي، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، إلى ضرورة تسليط الضوء على جهود العلماء والمفكرين التي تقارب قضايا القرآن والإنسان في القرآن. وأكد البيان الحاجة إلى «رصد الجهود الوضيئة لأجيال علماء الأمة، في تعاملهم مع كتاب الله الخاتم، من أهل التفسير والفكر، وذوي المشاريع الحضارية عبر تاريخ الأمة الحافل في المغرب والمشرق، وإعداد دراسات حولها تبرز أوجه العناية برسالة القرآن الكريم ومنهجيته في بناء الإنسان والعمران. ورفع صرح التأسي على الصعيد الفردي، والجمعي، والكوني». وتم التوافق كذلك على عقد الدورة الثانية من هذا المؤتمر العام المقبل بمدينة القنيطرة وتخصيصها لدراسة « القضايا المنهجية والإشكالات المعرفية والمفاهيمية والوظيفية»، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية، وورشات تكوينية، وموائد مستديرة، وأيام دراسية تسهم في تدقيق وتعميق النقاش حول القضايا التي تمت مناقشتها في هذا المؤتمر. وشدد البيان على أن المؤتمر استهدف تعميق النقاش والبحث في ثلاث قضايا أساسية. وتتمثل القضية الأولى، وفق المصدر نفسه، في «رفع صرح الكشف عن علاقة الأمة الشاهدة برسالة بناء الإنسان وتأسيس العمران، باعتبارها الأمة الخاتمة والوحدة القياسية والمتأسية بالنبي الشاهد عليه الصلاة والسلام». في حين تتجسد القضية الثانية، في «تأصيل العلاقة بين الوحي الخاتم، قرآنا كريما وسنة نبوية شريفة، وبين الإنسان والعمران، من حيث التضاريس المعرفية، والمركبات المفاهيمية، والأنساق القياسية». أما القضية الثانية، فتتجلى في «الكشف عن الأبعاد الوظيفية، والمنهاجية، والمقاصدية لبناء الإنسان والعمران، مع التركيز على البعد التنزيلي في إطار الرؤية الكلية والشمولية للكتاب الخاتم». وقد عرف المؤتمر مشاركة علماء ومفكرين في الشأن الديني من أربع دول، هي المغرب، ومصر، والجزائر، وتركيا.