في أقل من 76 ساعة، وفي جنح الليل، أقدمت عناصر الإنعاش وبعض المستخدمين على سحب 14 قوسا تم تثبيتها بمحيط نافورة «ساحة مولاي المهدي»، التي تعتبر تراثا إنسانيا فنيا وحضاريا لمدينة تطوان. وكانت هذه الأقواس البالغ عددها 16 قوسا مضيئا، قد أثارت امتعاض الساكنة، بسبب افتقادها لأي جمالية فنية أو إبداعية ولأي قيمة مضافة للنافورة، التي تشكل رمزا لوسط تطوان، كما أنها كلفت غلافا ماليا يقدر بملايين السنتيمات لم يتم الكشف عنه من طرف ولاية تطوان، أو من طرف الجماعة الحضرية. ولا تعرف الجهة التي أمرت بسحب تلك الأقواس، والتي ذكرت الساكنة بأقواس المضيق التي أثارت قبل أربع سنوات غضب الملك محمد السادس على الوالي محمد اليعقوبي عامل المضيق-الفنيدق، حينها، بسبب إنجاز عشرات الأقواس في الجهة المقابلة لإقامته الخاصة بالمضيق، وعلى مقربة من مستشفى محمد السادس، ما أدى إلى هدم كل تلك الأقواس ليلا، فيما أصيب أحد المهندسين المشرفين على بنائه، آنذاك، بانهيار نقل على إثره على المستشفى. وانطلقت حملة في مواقع التواصل الاجتماعي ضد تشييد الأقواس التي وصفوها ب «الهجينة» وسط نافورة تطوان، فيما شبهها آخرون بتشييد برج «إيفيل» بفاس، والذي كان قد أثار ضجة ساعة إقامته وضجة أخرى عند اختفائه. واتصلت الجريدة مرارا بالكتابة العامة للجماعة الحضرية بهدف مدنا بالمزيد من التفاصيل إلا أن هاتفها كان لا يرد، كما رفض مسؤول من ولاية تطوان، تزويدنا بمبررات سحب مجسمات الأقواس، أو الغلاف المالي الذي رصد لها قبل سحبها.