تنظم جبهة البوليساريو، اليوم، استعراضا عسكريا في منطقة تفاريتي، إحياء لما تصفه ب»الذكرى الأربعين لانطلاق المواجهات المسلحة مع القوات المغربية». وقالت مصادر عليمة ل«المساء» إنّ عبد العزيز المراكشي، زعيم الجبهة، من المنتظر أن يجدد اليوم الحديث عن احتمال «اللجوء إلى حمل السلاح إذا لم تتمكن منظمة الأممالمتحدة من التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الصحراوية عن طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير». وربطت مصادر الجريدة هذا التهديد، القديم/ الجديد لزعيم البولساريو بالتحرّك الجزائري في نهاية الأسبوع الماضي، حيث عقدت اجتماعات مكثفة في كل من واشنطن ونيويورك يومي الخميس والجمعة الماضيين، ضمّت وفدا مكونا من ممثلين عن الجبهة وعددا من الممولين الجزائريين للأحداث، وتركزت هذه الاجتماعات، وفق ما وضّح مصدر «المساء»، أساسا على البحث عن «حشد الدّعم استعدادا للتصعيد خلال الأسابيع المقبلة». وأكدت مصادر «المساء» حضور كل من الجزائريين الطيب زيتوني وحسيبة بولمرقة في هذه الاجتماعات بتنسيق من مديرة المرافعات في «مركز روبير. أف. كينيدي»، مارسيليا مارغرين، و رئيسة إحدى الجمعيات الأميركية المتعاطفة مع البوليساريو وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي.
ولم تستبعد مصادر «المساء» أن تندرج هذه الخطوات في سياق «تهييج الرأي العامّ الدولي، تزامنا مع افتعال مواجهات مع قوات الأمن العمومي المغربية»، خاصة بعد الاجتماعات التي عُقدت في الآونة والرسالة التي وجّهها عضو أمانة جبهة البوليساريو عبد القادر الطالب عمار، يوم الخميس الفارط، إلى عدد من انفصاليي الداخل، يدعوهم فيها إلى «الاستعداد لإحياء الذكرى الثامنة» لأول نشاط لهم داخل المغرب في 21 ماي 2005. وقالت مصادر «المساء» إن تقريرا جديدا صدر عن اللجنة المكلفة بالتنسيق مع الانفصاليين في الداخل، تحدّثَ عن «تصعيد نهج الانتفاضة السلمية». وتضيف المصادر ذاتها أن التقرير «أشاد بحمل الأعلام الأمريكية خلال المظاهرات» والتركيز على التقاط الصور والفيديوهات والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت اجتماعات مكثفة قد عُقدت بين قيادة الجبهة الانفصالية وممثلين عن دائرة الاستعلام والأمن الجزائرية، من أجل «تصعيد» الموقف في الأقاليم الجنوبية، بعد تشكيل خلية برئاسة عبد القادر الطالب عمار تحت غطاء «اللجنة المشرفة على التحضير لتخليد الذكرى الأربعين لتأسيس جبهة البوليساريو»، من أجل تنسيق بين انفصاليي الداخل، استعدادا لِما وصفته مصادر «المساء» ب»التصعيد المُمنهَج» أمام السلطات المغربية في الجنوب.