"كل الجزر فهو يقوي النظر"، مقولة من المقولات القديمة التي توارثتها الأجيال، وهي صحيحة نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من مادة الكاروتين، التي تتحول إلى فيتامين A الضروري لسلامة الأبصار، وكلما زاد الجزر احمرارا زاد تركيز هذه المادة القيمة به. وتحتل البيتاكاروتين مكانة هامة في علم التغذية باعتبارها من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم وتتصدى لمختلف العناصر الدخيلة عليه. ويحتوي الجزر كذلك على اللوتين، والليكوبين، والزيكزانتين، وعلى نسبة عالية من الكربوهيدرات المتمثلة أساسا في عنصر السكروز، والغليكوز، والفريكتوز، وعلى البروتينات، ونسبة عالية من البوتاسيوم، وكمية قليلة من الصوديوم، واليود، والحديد، والكالسيوم، والفوسفور، والسلينيوم، والمغنيزيوم، لذلك فتناوله يفيد مرضى ارتفاع الضغط الدموي. كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات، كفيتامينات المجموعةB فيتامينC وK . ويعد مصدرا جيدا للألياف، خاصة البيكتين والسيليلوز، التي تسهل الهضم وتحمي من الاضطرابات المعوية، ومختلف الأمراض المرتبطة بها. كما تعمل على تخفيض نسبة الكولسترول الضار بالدم، وقد أثبتت الدراسات أن تناول الجزر يمنع ترسب الكولسترول في الأوعية الدموية، وبالتالي يحمي من أمراض القلب والشرايين. كما يحسن وظائف الكبد، ويقي من قرحة المعدة ومن مختلف أنواع السرطانات. للاستفادة من الجزر، حاولوا اختياره داكن اللون صغير الحجم, فكلما كبر حجمه صار صلبا صعب التقطيع، وأن لا يشوبه اللون الأخضر الذي يعطيه مذاقا مرا، ثم يحفظ في أكياس بلاستيكية في الثلاجة حتى لا يفقد صلابته. ويفضل عدم تقشيره أو بشره رقيقا للاستفادة من جميع مكوناته، ثم يمكنكم استعماله بعد ذلك في مختلف أطباقكم مبشورا لتزيين السلطات الصيفية الباردة، مسلوقا أو مطبوخا على البخار مع الخضروات. تحضر منه شوربة لذيذة ويمكن أن يكون عنصرا ضمن حساء الخضر، كما يمكنك أن تصنعي منه مربى رائعا، عصيرا منعشا وحلويات جميلة. إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية