فوجئ لاعبو وجمهور الوداد البيضاوي بتحول قاعة النادي التي تحتضن مباريات كرة السلة إلى زاوية دينية، فقد احتضن المرفق الرياضي مريدي و أتباع الزاوية التيجانية من مغاربية وسينغاليين وبعض الماليين، اختاروا قاعة الوداد لإقامة حفل ديني استمر إلى ما بعد صلاة الفجر. حيث تليت الأذكار في أجواء روحانية لا تمت بصلة إلى الرياضة والرياضيين. في حدود الساعة السادسة صباحا كانت القاعة تلفظ آخر زوارها التيجانيين، بينما كان عدد من الأفارقة أغلبهم من جنسية سينغالية، يتمددون في مسجد الملعب وهم نيام دون أن ينزعوا أحذيتهم، بينما قدمت المأكولات إلى الجميع ونال عابروا السبيل وأطفال الشوارع ومشردو المدينة نصيبهم من وجبة عشاء سخية. حين وصل فريق كرة السلة من مدينة وجدة إلى القاعة في حدود الساعة الثانية من صباح يوم الأحد، بعد عناء رحلة طويلة، تبين أن المنشأة الرياضية قد التحفت بعباءة دينية، لم يفهم اللاعبون ما حصل وظلوا يفركون عيونهم ليتبينوا ما إذا كان الأمر حلما أم حقيقة. لم يغادر رجال الدين ومريدوهم القاعة إلا بعد إشراقة صبح يوم الأحد، حين كانت الفئات الصغرى لوداد كرة السلة تستعد لمغادرة نقطة التجمع صوب قاعة بلازا لمواجهة الغريم، بل إن مقدم إحدى الزوايا التيجانية بالدارالبيضاء دعا إلى نشر الطريقة التيجانية في أوساط الرياضيين، لاسيما وأن الرياضة تستقطب آلاف الشباب وهي عنصر جذب بامتياز. وشوهد أعيان من الطريقة التجانية، وهم يمارسون طقوس التصوف وفق ما أوصى به الشيخ سيدي أحمد التيجاني مؤسس المذهب التيجاني، وهو ما يؤكد بأن المغرب هو المنبع الرئيسي للصوفية، الذي له روافد في القارة السمراء خاصة غرب إفريقيا. وحسب أحد المنظمين فإن عدد الزوايا التيجانية في الدارالبيضاء يزيد عن الأربعين، وأضاف الرجل الذي يناديه رفاقه بالمقدم، بأنه بالرغم من انشغالات الناس واهتماماتهم فإن الطريقة التيجانية تلاقيهم وتجمعهم، وقال :»يقل الخير ولا ينقطع والحمد لله على ذلك» وراح إلى حال سبيله وهو يشرف على إفراغ المنشأة الرياضية من الأثاث الديني. قبل أن يدعوه أحد الرجاويين إلى رفع أكف الضراعة إلى المولى ليحفظ الوداد من الانتفاضات. تبقى الإشارة إلى أن كثيرا من الوداديين يعتنقون الطريقة التيجانية، ومنهم لاعبون سابقون ومحلل رياضي في إحدى القنوات التلفزية، عرفوا بخلقهم النبيل وبتصوفهم الهادئ، لأن الطريقة التيجانية معروفة بتتبع المذهب المالكي وبأذكارها وتآلفها بين المسلمين وبأخلاقها الفاضلة. وهي لا تتميز عن الطرق الصوفية الأخرى، لأن جميعها تؤمن بالله ورسوله. والتيجانية معروفة على مستوى عالمي، خاصة في إفريقيا، ففي السينغال 90 بالمائة مسلمون، 65 بالمائة منهم تيجانيون، وفي السودان أكثر من 18 مليون تيجاني، وفي نيجيريا حوالي 50 مليون تيجاني بما يمثل ثلث السكان. وطريقتهم منتشرة في مختلف دول العالم، بقاراتها الخمس، بنسب متفاوتة، لكن الغالبية من الأتباع توجد في المغرب وفي موريتانيا وتونس ومصر والسينغال والسودان ونيجيريا. وهناك تيجانيون في أمريكا وكندا، وأيضا بأندونيسيا.