علمت «المساء» من مصادر موثوقة أن مصالح الضابطة القضائية اعتقلت عشية يوم الجمعة الماضي عون سلطة (مقدم حضري)، على خلفية تزوير شهادة وفاة باستعمال توقيع قائد المقاطعة الثانية بسيدي سليمان. وأكدت المصادر ذاتها أن عون السلطة قام بعملية التزوير لصالح سيدة توفيت أمها في منطقة غير تابعة لنفوذه من أجل حصول السيدة على شهادة الوفاة التي تم وضعها لدى مصالح المحافظة العقارية من أجل الاستفادة من الإرث الذي تركته المتوفاة. وأضافت المصادر أن عون السلطة افتضح أمره بعدما بلغ إلى علم قائد المقاطعة الثانية أنه تم تزوير توقيعه في شهادة وفاة سلمت لإحدى السيدات، فقام باستدعاء المتهم الذي أكده أنه قام فعلا بعملية التزوير، فطلب منه القائد أن يحرر له اعترافا رسميا بأنه سلم شهادة تحمل توقيعه. وأفادت مصادرنا أنه بمجرد ما توصل القائد بالاعتراف سلمه إلى المصالح المعنية التي أمرت باعتقال المتهم وتقديمه إلى العدالة، وقد اعترف «المقدم» أمام مصالح الضابطة القضائية بأنه قام فعلا بتزوير توقيع القائد في شهادة الوفاة لفائدة السيدة التي تم الاستماع إليها أيضا، حيث أكدت أنها حصلت على الشهادة دون تسليم أي مقابل مادي للموقوف. إلى ذلك، فقد تم تقديم عون السلطة صبيحة يوم أمس الاثنين أمام أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة من أجل متابعته بتهمة التزوير، فيما تم تقديم السيدة المستفيدة من الشهادة في حالة سراح. وعزت مصادر أخرى ل«المساء» أن ما يدفع العديد من المواطنين إلى التحايل على القانون هو تعقيد إجراءات الحصول على وثائق إدارية، وهو ما يفتح الباب أمام أعوان السلطة لتسهيل هذه العملية واللجوء أحيانا إلى التزوير مقابل الحصول على رشاوى.