في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، غنى المغني الأمريكي مايكل هارت أغنية أهداها إلى غزة وأهلها الصامدين. وبذلك يكون مايكل هارت أول مغن أمريكي يغني من أجل غزة، ويهدي الغزيين الصامدين أغنية عميقة المعاني يتبدى عمقها من عنوانها « لن نركع». بعزف جميل على القيثارة، يغني هارت على خلفية ما يجري من دمار في غزة على أيدي الصهاينة على مرأى من العرب والعالم والقادة. ويقول مطلع الأغنية: «لن نركع... يمكنكم حرق مساجدنا وبيوتنا ومدارسنا... لكن أرواحنا أبدا لن تموت... لن نركع دون أن نقاتل في غزة الليلة». الأغنية، التي كتب كلماتها ولحنها المغني نفسه، تضم مقطعا لحنيا رائعا اقتبس فيه هارت نغمات لحن عربي من خلال عزف على القيثارة يشبه العزف على العود في إحالة منه على السياق العربي الحزين الذي أوحى له بفكرة الأغنية وكلماتها ولحنها. وفي كلمة له، تشبه البيان، نشرها على موقعه الرسمي على الأنترنيت، قدم مايكل هارت جزيل شكره إلى كل الذين تضامنوا معه ودعموه وإلى الذين صلوا من أجل غزة وأهاليها. وأضاف أنه كان ينوي التبرع بعائدات أغنيته للمؤسسات والمنظمات الخيرية، إلا أن التعقيدات التقنية حالت دون ذلك، لذلك ارتأى أن يطرح الأغنية على الأنترنيت ويسمح بتحميلها مجانا؛ إلا أنه طلب من كل من يُحمل الأغنية أن يتبرع بما في إمكانه لأي جهة خيرية تعمل من أجل تخفيف المعاناة على الشعب الفلسطيني. وأفرد مايكل هارت لمنظمة أونروا (وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) حيزا من كلمته- البيان على موقعه الإلكتروني؛ إذ وجه نداء إلى محبيه ومسانديه بأن يسهموا في تقديم يد العون إلى الشعب الفلسطيني من خلال تسليم التبرعات لهذه المنظمة. تقول بعض مقاطع الأغنية، التي يمكن الاستماع إليها على الموقع الرسمي للمغني www.michaelheart.com أو على موقع يوتوب: «وميض ضوء أبيض يعمي الأنظار... أضاء سماء غزة الليلة... يجري الناس يطلبون الملاذ... لا يعرفون إذا كانوا موتى أم أحياء (...) يمكنكم حرق مساجدنا وبيوتنا ومدارسنا... لكن أرواحنا أبدا لن تموت... لن نركع دون أن نقاتل في غزة الليلة... النساء والأطفال يُقتلوم ويذبحون كل ليلة... والقادة المزعومون يتجادلون في البلاد البعيدة... يبحثون عن المذنب والبريء (...) وبين الدمع والدماء والألم... مازال يمكنك سماع ذلك الصوت من بين ثنايا ضباب الدخان... لن نركع هذه الليلة دون قتال...». ويستعرض فيديو الأغنية مشاهد الدمار والخراب في غزة، وبطش الآلة العسكرية الإسرائيلية، وصورا لآباء فلسطينيين يحضنون أطفالهم الموتى بين أيديهم وهم بُكاة، وصورا لإيهود باراك وليفني وأولمرت ورايس وهم يضحكون ملء أشداقهم، ومشاهد من مظاهرات تضامنية في أمريكا تطالب بالحرية لفلسطين وصورا لمساجد قصفها الطيران العسكري الصهيوني وأمهات يبكين موت أطفالهن وأطفال ينزفون دما. وبقدرما تتقدم مقاطع الأغنية يزداد الشعور بالغبن من واقع أمعن فيه الصهاينة في الظلم وتسليط بطشهم على الغزيين العزل.