شب حريق مهول بالمسجد الكبير بتارودانت، فجر أمس الثلاثاء، أتى على جميع الأفرشة والخزانات والسقوف الأثرية الفريدة التي يحتويها المسجد الذي يعود إلى الحقبة السعدية. وتعود أطوار الحادث عندما كاد المصلون أن يفرغوا من الركعة الثانية من صلاة الفجر عندما صاح أحد المسبوقين بالصراخ والمناداة على الإمام أن ينهي الصلاة بعدما لاحظ أن لهيبا من النار يمتد بسرعة مفرطة نحو المصلين بسبب اشتعال أفرشة المسجد التي تحتوي على مواد شديدة الاشتعال، ولم تمض إلا دقائق حتى أتت النار على جميع محتويات المسجد. وذكر شهود عيان في شهادات متطابقة أن الخسائر التي خلفها الحريق تعد كارثية، كما أن الحادث خلف استياء عميقا في نفوس الساكنة المجاورة للمسجد، على اعتبار أنه يعد معلمة تاريخية ذات مكانة غالية في نفوس الأجيال التي تعاقبت على المدينة كما أن المسجد خضع منذ ما يقارب أربع سنوات لعملية ترميم ساهمت في تثمين مكانته التاريخية. وعن أسباب الحريق، ذكرت شهادات الساكنة أن الأمر يحتمل أن يكون بسبب تماس كهربائي، خاصة وأنهم لاحظوا انقطاع التيار الكهربائي أثناء اندلاع الحريق، كما سجل بعض من تابع أطوار الحادث أن حجم الحريق كان أكبر من أن تستوعبه إمكانيات رجال المطافئ بالمدينة مما استدعى الاستعانة بآليات الإطفاء التابعة لإحدى المحطات الصناعية الخاصة المتواجدة بضواحي مدينة تارودانت، وذكرت مصادر أن أضرارا بليغة قد لحقت بالصومعة التابعة للمسجد والتي أصبحت تشكل خطرا على الساكنة.