شن عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، هجوما قويا على المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، بمسقط رأس هذا الأخير، عندما قال إن «جلب الأموال من قبل مسؤول قريب من صناعة القرار لأجل إنجاز المدينة الخضراء ببنجرير أمر لا يمكن إلا أن نشيد به»، قبل أن يؤكد أن هذا الأمر «يجب أن يكون في إطار العدالة، وتكافؤ الفرص، بين جل المدن والأقاليم والجهات». وتساءل بوانو، خلال اللقاء، الذي نظمته الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية ببلدية سيدي بوعثمان التابعة لإقليم الرحامنة، صباح أول أمس الأحد، عن أسباب استفادة هذه المنطقة فقط من مشاريع تنموية، بمبالغ كبيرة دون باقي الجهات الأخرى. وبعد أن أكد أنه لم ير الأثر الواضح ل«المبالغ المالية الضخمة»، التي رصدت لتنمية إقليم الرحامنة، خاطب بوانو الحاضرين من سكان المنطقة بعبارات ساخرة قائلا: «كنت أتمنى أن أحضر إلى منطقتكم، وأراكم فرحين بالإنجازات، لكن ماذا عساي أن أفعل». الجمعية التي يترأسها الهمة بإقليم الرحامنة لم تسلم هي الأخرى من إشارات بوانو، حيث أوضح أنه «منذ سنتين شاركت في مؤتمر بمدينة مراكش، ومن أجل إطلاعنا على المشاريع المنجزة في المنطقة، قالوا لنا إن البعض منها أنجز من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والبعض الآخر من طرف الجمعية المعلومة»، في إشارة إلى جمعية الرحامنة للتنمية المستدامة. وفي الوقت الذي أشاد بوانو بالإنجازات والإجراءات، التي اتخذتها الحكومة في عدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والإعلامية، فاجأ المتحدث الجميع عندما قال إن أكبر خطأ ارتكبه حزب العدالة والتنمية، بعد التصويت على الدستور الجديد، أنه «لم يجتث الفساد من جذوره»، مخاطبا الحاضرين قائلا: «نعم لم نقم بما قام به الإخوة في تونس ومصر، عندما قاموا باجتثاث فلول الفساد والتحكم». ولم يدع القيادي البارز في حزب «المصباح» الفرصة تمر دون توجيه سهام النقد إلى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إذ قال إن حزب العدالة والتنمية اختار أن لا يرد على الخرجات «المبهمة» لشباط وغيره من السياسيين، مؤكدا أن الحكومة، التي يترأسها عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب، اختارت «العمل أكثر من الكلام والخرجات الإعلامية، التي لا تسمن ولا تغني من جوع». ورفع بوانو صفة «المعارضة» عن تصريحات لشكر وشباط، عندما قال إنهما لا يمارسان المعارضة ولا يمثلانها فعليا، معتبرا التصريحات المنتقدة للحكومة «من غير أساس» عبارة عن «تشويش ومشاكسة ليس إلا».