أضاف الاجتماع الذي عقده مجموعة من رؤساء فرق بطولتي القسمين الأول والثاني لكرة القدم حلقة جديدة إلى مسلسل الغموض الذي يسبق الجمع العام المقبل لجامعة كرة القدم، وكشف بالملموس أن الأمور لا تبشر بالخير، وأن مجموعة من رؤساء الفرق يتحركون في نطاق ضيق، وأنهم بدورهم حصروا أنفسهم في الزاوية. قبل أن يعقد اجتماع رؤساء الفرق، كان الهدف منه جمع المقترحات ورصد هموم ومشاكل الفرق والكرة المغربية، من أجل طرحها على مسؤولي الجامعة، وبدا أن الهدف من جمع الرؤساء ليس بالضرورة توحيد الصفوف وتشكيل جبهة قوية، وإنما دعم رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، ليستمر لولاية جديدة، وسط إجماع الفرق، بل إن عددا من مسؤولي الفرق الذين لم يحضروا لهذا الاجتماع، لم يتغيبوا لأنهم ليسوا راضين عنه، ولكن لأن عددا منهم يريدون أن يكونوا هم أصحاب المبادرة، يستعرضون عضلاتهم، وقدراتهم على «تجييش» رؤساء الفرق، وفي هذا الجانب يستوي الذين حضروا والذين تخلفوا. لقد كان غريبا أن يحضر العضو الجامعي حكيم دومو إلى الاجتماع، ويدلي بوجهة نظره، ويساهم في النقاش، رغم أنه لا يملك الصفة التي تخول له حضور هذا الاجتماع، ولا يمثل أي فريق، علما أن النادي القنيطري الذي يترأس دومو مكتبه المديري مثله في الاجتماع نائب رئيسه رشدي الشلاوي، ولذلك، فقد كان على رؤساء الفرق أن يطلبوا من دومو وبكل الهدوء الممكن مغادرة قاعة الاجتماع، بما أنه ليست لديه الصفة لحضوره، ولكن بما أن الغايات والأهداف غير واضحة، ومن الواضح أن هواتف تتحرك في السر وفي العلن، فقد حضر دومو الاجتماع، وتابع تفاصيله، والتقط صورة تذكارية مع ممثلي الفرق ورؤسائها وغادر وكأن شيئا لم يقع. إن رؤساء فرق كرة القدم، يتحملون بدورهم نصيبا كبيرا من المسؤولية في ما آلت إليه الكرة المغربية، فرغم أن البعض القليل منهم بنوايا طيبة، إلا أن كثيرين لا هم لهم إلا ملء الدنيا ضجيجا، و الدخول في تحالفات، بل إن هناك من يبحث وبشق الأنفس ومنذ سنوات عن عضوية في مكتب جامعي حتى لو كان يقوده الشيطان. إذا كان رؤساء الفرق يرغبون فعلا في أن يصلحوا كرة القدم المغربية، فإن تأسيس نادي للرؤساء ليس هو الحل الأمثل، لأن نادي الرؤساء قد يكون وسيلة ضغط ربما لحماية الرؤساء من عبث عدد منهم، لكنه لن يحمي كرة القدم المغربية. من يريد الإصلاح الحقيقي فليقدم برنامجه ويعد لائحته، وينافس من أجل رئاسة الجامعة، أما مثل هذه المسرحيات التي ترسم فيها الأدوار بدقة، ويحدد فيها هامش التحرك، وتصبح فيها الجامعة هي المشرفة على السيناريو فلن تخدم الكرة المغربية، بل إن بعض الرؤساء الجدد الذين اعتقدنا أنهم جاؤوا بفكر جديد وبرغبة حقيقية في الإصلاح، قد ينسفون كل ما بنوه، ويتحولون إلى رقم في جوقة المبايعين والمصفقين، وسيفقدون الكثير من مصداقيتهم.