اختار فصيل جمهور الترا وينيرز التظاهر في ذكرى فاتح ماي، أمام مركب محمد بن جلون، إذ تجمع أكثر من 1200 مناصر أغلبهم من الشباب، في وقفة احتجاجية تطالب برحيل الرئيس والمكتب المسير، ورفع المحتجون على امتداد ساعتين شعارات مناوئة للرئيس عبد الإله أكرم وطريقة تدبير الشأن الإداري والتقني والمالي للفريق، ودعت أعضاء المكتب إلى التخلي عن مناصبهم بعد ست سنوات من التسيير، وطالبوا بأجهزة قوية وبعث المعارضة التي أبادها «نظام الانخراط البغيض» على حد تعبير لافتة حملها رجل خمسيني وسط اليافعين. وأكد منظمو الوقفة الاحتجاجية، أن الهدف هو «زعزعة كرسي الرئيس»، ورفعوا شعار «نختلف في عقليتنا لكن هدفنا هو رحيل الرئيس»، في إشارة إلى وجود نقط التقاء مع بقية أفراد الجمهور، أو ما يعرف بالأنصار اللامنتمين، والذين حولوا الساحة المقابلة لمركب محمد بن جلون إلى «ميدان تحرير» يناقش شؤون الكرة بنبرة ثورية، حيث تم الاتفاق على سلسلة من الوقفات قد تنتهي بنصب خيام الغضب إذا استمر الوضع على ما هو عليه. وقال عضو من الفصيل بنبرة غاضبة ل»المساء» إن حصيلة ست سنوات من التسيير أقل من الباهتة، لم «نجن منها سوى لقب بطولة ساهم فيه عمر النجدي حين أهدر ضربة جزاء لخصمنا في اخريبكة كانت كافية لحسم أمر البطولة مبكرا». وأرسلت الوقفة الاحتجاجية مجموعة من الرسائل إلى من يهمهم أمر الوداد، ودعت إلى إعادة بناء نظام معارضة قوي، وجعل الجموع العامة فرصة للنقاش العميق حول شؤون الوداد، من خلال فتح باب الانخراط أمام الوداديين كي لا يقتصر برلمان الفريق على أربعين نفرا اختزلوا زمن الجموع في 20 دقيقة بعد أن كانت هذه المحطات مثالا في الديمقراطية. ومن بين المشاهد الساخرة رفع صورة ضخمة لطنجرة ضغط وخبزة ومبلغ مالي، مع شعار «ودادي مأجور»، في إشارة إلى الأغلبية الصامتة التي وصفت ب»المرايقية»، فيما حمل كل المتظاهرين بطاقات حمراء إشارة إلى الطرد. بينما اعتبر كثير من المناصرين أن اعتقال لحسن السقندح المشجع الودادي رفقة مشجعين وداديين كان بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الخلاف بين الرئيس وفصيل الإلترا بعد تطبيع للعلاقات، تحت إشراف قوات السلام الودادية، لم يستمر سوى بضعة شهور، قبل أن تساهم نتائج الفريق في تجديد الصراع بين الطرفين. ووجه فصيل الوينرز شكره، في أعقاب الوقفة، إلى «جماهير الوداد التي استجابت لنداء مقاطعة الديربي وشاركت بكثافة في الوقفة الاحتجاجية أمام مركب بنجلون»، ودعت إلى وقفات أخرى مع الاستمرار في مقاطعة مباريات الفريق الأول، في ما تبقى من مباريات الدوري الوطني والتصفيات الإفريقية. وعكس ما تردد، لم يحضر أي مسير ودادي للتحاور مع الغاضبين، فيما وقف بعض أنصار عبد الإله أكرم غير بعيد عن موقع الاحتجاج يعاينون الموقف، كما توقف اللاعب السابق لحسن أبرامي أمام الحاجز الفاصل بين المحتجين والمركب الرياضي وتعرف عن هواجس المناصرين قبل أن ينسحب، فيما كانت قوات الأمن تحكم سيطرتها على الموقف من خلال مجموعة من التشكيلات الأمنية، التي تمكنت من إنهاء الوقفة دون حصول أي مشاكل، كما اتصلت عبر جهاز الاتصال اللاسلكي بدائرة أنفا لمرافقة الغاضبين في رحلة العودة إلى بيوتهم. يذكر أن الوقفة الاحتجاجية مرخص لها من طرف سلطات عمالة الحي الحسني.