أكد حسن العماري، (أخصائي أمراض الأطفال)، على أن مرض الالتهابات في الأذن الوسطى عند الطفل، تشخيصه سهل وعلاجه بسيط، إن تم إعطاؤه العلاج المناسب بسرعة، مشيرا في الآن نفسه إلى أن التأخر في العلاج أو اعتماد علاج غير مناسب، هو من يتسبب في تطور الالتهابات وتأثيرها السلبي على حاسة السمع عند الطفل، والتي يمكنه أن يفقدها في مراحل متأخرة من المرض. - ما هو تعريفك لالتهاب الأذن الوسطى عند الطفل؟ التهاب الأذن الوسطى عبارة عن «إخماج» بكتيري أو فيروسي، يسبب التهابا في الأذن الوسطى، ويحدث عادة بعد التهاب الحلق، الزكام، أو التهاب المجاري التنفسية العلوية، حيث تقع الأذن الوسطى، بعد طبلة الأذن مباشرة، وتتصل بالجزء العلوي للحلق (البلعوم الأنفي) عن طريق قناة ضيقة، تسمح بتصريف السوائل من الجزء العلوي للحلق إلى الأذن الوسطى، وتساعد على توازن ضغط الهواء بداخل الأذن، حيث إن فراغ الأذن الوسطى عادة ما يكون مملوءا بالهواء، ولكن من الممكن أن تتراكم السوائل في الأذن الوسطى، بسبب التهابات المجاري التنفسية العلوية، ويحدث التهاب في الأذن الوسطى. - كيف ينتقل الالتهاب من المجاري التنفسية العلوية إلى الأذن الوسطى؟ تنتقل البكتيريا الموجودة في منطقة الحلق والأنف للأذن من خلال قناة تصل الأذن الوسطى بالمجاري التنفسية العلوية، وتسبب اضطرابا في ميكانيكية التصريف بواسطة القناة، وبوجود الإفرازات، تجد البكتيريا وسطا مناسبا للتكاثر، وبالتالي تسبب الالتهاب. - ما هي أنواع الباكتيريا التي تحدث التهابات الأذن عند الطفل؟ معظم حالات التهاب الأذن الوسطى تحدث بسبب ثلاثة أنواع من البكتيريا هي: - ستربتوكوك. -هيموفيلس انفلونزي. - موراكسيلا كاتاراليس - هل هناك مضاعفات لإهمال علاج التهابات الأذن الوسطى عند الطفل؟ إن سرعة إعطاء العلاج المناسب، تساهم في سرعة الشفاء، ولكن التأخر في العلاج أو إعطاء علاج غير مناسب، قد يتطور معه الأمر في حالته المزمنة، بأن تتأثر مقدرة الطفل على السمع والنطق. وفي حالات أخرى، قد تؤدي التهابات الأذن غير المعالجة أو المتكررة إلى فقدان دائم للقدرة على السمع (صمم)، لأن تكرار حدوث الالتهابات، ربما يؤدي إلى حدوث ثقب في طبلة الأذن، أو إصابة عظام الأذن أو إصابة العصب السمعي بضرر قد يسبب الصمم. - كيف تشخصون كأخصائي أطفال إصابة الطفل بالتهابات في أذنه الوسطى؟ بالإضافة إلى أعراض التهاب الأذن، سيقوم الطبيب باستخدام منظار الأذن، لمشاهدة طبلة الأذن، وهي عبارة عن غشاء شفاف، يفصل الأذن الوسطى عن الأذن الخارجية، وقد يظهر على هذه الطبلة احمرار أو انتفاخ أو وجود ثقب بها. - ما هي العوامل المسببة للإصابة عند الأطفال؟ أي شخص معرض للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، ولكن الأطفال معرضون أكثر، فقبل بلوغ السنة الثالثة من العمر يصاب حوالي 85% من الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى، والسبب في ذلك أن القناة التي تصل الأذن الوسطى بالمجاري التنفسية العلوية عند الأطفال تكون أقصر، وأضيق، إضافة إلى أن المناعة عند الطفل أقل منها عند البالغين، وبالتالي تساهم في تراكم الإفرازات في منطقة الأذن الوسطى بسهولة. - هل التهابات الأذن مرض معدٍ؟ التهاب الأذن الوسطى مرض غير معد، ولكن التهابات المجاري التنفسية العلوية مثل الزكام، والتي تسبق التهاب الأذن، تكون معدية، ومن الممكن أن تساهم تجمعات الأطفال في مكان واحد، مثل الحضانة، على الإصابة بالزكام، وبالتالي تعرضهم للمرض يكون أكثر. وأشير إلى أن الأطفال المصابين بأمراض الحساسية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وأيضا الأطفال المقيمين مع شخص مدخن، يتعرضون للالتهاب أكثر، والرضاعة الصناعية تزيد من نسبة الإصابة مقارنة بالرضاعة الطبيعية. - حدثنا عن علامات إصابة الطفل بالتهابات في الأذن الوسطى؟ أسهل العلامات التي يمكن للأم ملاحظتها، حين إصابة طفلها بالتهاب في الأذن الوسطى؛ ارتفاع درجة الحرارة (السخانة، الحمى) وألم في الأذن، والبكاء الشديد المستمر للطفل. - هل من علاج لالتهابات الأذن الوسطى؟ توجد عدة خيارات لعلاج التهاب الأذن، وعلى رأسها أن يصف الطبيب للطفل مضادات حيوية، لقتل البكتيريا. - ما هي سبل الوقاية للحيلولة دون إصابة الطفل بالتهابات في الأذن الوسطى؟ قد يكون من الصعب منع حدوث التهاب الأذن، بسبب طبيعة تكون القناة التي تصل الأذن الوسطى بالمجاري التنفسية العلوية، في هذه المرحلة من العمر، لكن هناك بعض الأمور التي تستطيع الأم القيام بها للتقليل أو لتفادي بعض المسببات، بأن تحاول تفادي إرضاع الطفل وهو مستلق على ظهره، فمن الممكن أن يصعد الحليب والسوائل المغذية الأخرى إلى الأذن، وبوجود البكتيريا، تصبح هذه السوائل وسطا مناسبا للتكاثر، كما يجب تفادي تعريض الطفل لدخان السجائر.