يتواصل «غضب» تجار سوق الجملة للخضر والفواكه في مدينة الدارالبيضاء، فبعد الوقفة الاحتجاجية التي نظموها يوم الأربعاء الماضي، عادوا ليشهروا ورقة الاحتجاج، وهذه المرة بالتهديد بخوض إضراب لمدة 48 ساعة. وعلمت «المساء»، من مصدر نقابي داخل سوق الجملة، أنّ «غضبا عارما» ينتاب مجموعة من المُستخدَمين والتجار، بسبب عدم فتح باب الحوار معهم من أجل تجاوُز كثير من المشاكل التي يعانيها أكبر سوق للجملة على الصعيد الوطني. وأفاد مصدر «المساء» أنّ هناك الكثير من المطالب ما تزال معلقة، من بينها قلة الإنارة، حيث إنّ بعض أرجاء السوق تعاني من ظلام دامس، إضافة إلى أنّ شركة النظافة، التي تتحمل مسؤولية تنظيف السوق، لا تحترم دفتر التحملات، وقال «إلى جانب غياب النظافة والإنارة، هناك الكثير من المشاكل الأخرى، كعدم تزفييت مجموعة من أزقة السوق، إضافة إلى وجود شاحنات مُتهالكة». ويطالب مجموعة من التجار بضرورة تحرير المِلك العمومي وترميم القاعاة المغطاة، التي تهدد سلامة التجار، وضبط توقيت السوق حسب دفتر التحملات.. وتعتبر هذه المطالب وغيرها من الأسباب التي تجعل سوق الجملة يعيش حالة احتقان منذ أسابيع، حيث سبق أن تم تنظيم يوم دراسيّ تطرّق من خلاله مجموعة من التجار والمستخدمين لما يصفونه بالعوائق التي تحول دون تطوير أداء سوق الجملة. وقال مصدر المساء» «إن جميع النقط التي تم التطرق لها في اليوم الدراسي ظلت معلقة، فليست هناك أي إرادة من أجل التصدّي لهذه المشاكل، حيث إن السلطات المحلية والمنتخبة تصرّ على سد الأبواب في وجه التجار، علما أنهم لا يطالبون سوى بحل المشاكل التي تعيق تطوير أداء السوق». ويعدّ سوق الجملة للخضر والفواكه في الدارالبيضاء من أهمّ القطاعات التي تضخّ ميزانية كبيرة في خزينة المدينة، وهو الأمر الذي لا ينعكس، حسب بعض التجار، على تجهيزات السوق، مؤكدين أنه إذا بُذل جهد كبير داخل سوق الجملة فسيمكنه أن يساهم في إقلاع كبير لمدينة الدارالبيضاء، التي تعاني نقصا كبيرا في مداخيلها المالية، «خاصة أنّ العاصمة الاقتصادية ترغب في إنجاز مجموعة من المشاريع التنموية الكبرى، وفي حاجة إلى كل درهم إضافي».