كشف خليل حداوي، السفير السابق للمغرب لدى المملكة المتحدة، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعارض إحصاء اللاجئين الموجودين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وتستعمل هذه الورقة لإرضاء الجزائر في مصالح أخرى. وأكد الحداوي، في حلقة دراسية نظمها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة حول مستجدات الموقف الأمريكي بشأن قضية الصحراء المغربية، مساء أول أمس في الرباط، أن «الولاياتالمتحدة لم تغير موقفها وهي تدافع عن مصالحها، والدليل الملموس على ذلك هو عدم انتقاد الجزائر أو البوليساريو لموقف الولاياتالمتحدة من الصحراء». وأبرز الدبلوماسي المغربي السابق أن «مشكل المغرب أنه يعطي انطباعا بأن أمريكا تساند الموقف المغربي، وهي ليست كذلك، بل إنها تلعب بورقة الصحراء للضغط على المغرب»، معبرا في الآن ذاته عن أسفه لعدم ثبات المغرب على موقفه الخاص بسحب الثقة من كريستوفر روس، حيث سجل أن «حقوق الإنسان مجرد ورقة سياسية لأن أمريكا لا تهتم فعلا بحقوق الإنسان، وفضحت هذه المرة نفسها بعد الحملة التي قادها الانفصاليون لتوسيع صلاحيات المينورسو». من جانبه، اعتبر الباحث عبد الصمد بلكبير أن «الإرادة المبيتة للولايات المتحدة كانت منذ البداية ومنذ أن طلبت من المغرب أن يدول الموضوع بدل أن يحله في إطار المغرب العربي كما كان يدعو إلى ذلك عبد الله إبراهيم والحركة الوطنية، وعمر بنجلون أدى الثمن بسبب موقفه من قضية الصحراء بالذات وليس بسبب شيء آخر». وطالب بلكبير بعض الجهات، بمن فيهم الأمير الأحمر، في إشارة إلى الأمير مولاي هشام، بأن «يوضحوا رأيهم من أمريكا التي أعلنت علينا الحرب، وهل هم مع الوطن أم لا؟»، مشيرا إلى أن «مخيم اكديم إزيك شكل المؤامرة الأولى وهو تدبير جزائري- أمريكي لأنهما فهمتا بأن قضية الصحراء على مستوى الميدان والاقتصاد والمجتمع والاندماج والثقافة محلول إشكالها مغربيا، لكن يبقى منفذ واحد هو حقوق الإنسان فأقيم المخيم». وفي السياق ذاته أكد خالد الشكراوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، أن «روس عندما يأتي للمغرب ويلتقي مع المسؤولين المغاربة يطلب أيضا التحاور مع بعض الهيئات السياسية والمجتمع المدني وأساتذة جامعيين، وفي كثير من الأحيان الدولة المغربية هي التي تحضر هذه اللقاءات، وهو يستمع ولا يناقش، وكل ما يفعله روس يتم من خلال لقاءاته وبالتالي ما تنتجه أمريكا هو ما نعطيه لها إما لتضربنا به أو تعرفنا به». وأوضح أستاذ الدراسات الإفريقية أن «المغرب له عدو محتمل هو الجزائر وإسبانيا، وفي العملية العسكرية كل جيش يحضر نفسه لحرب محتملة لابد أن يكون له مجال للتواري والانسحاب التكتيكي، والمغرب ليس له مجال باستثناء الصحراء، لذلك لا يمكن أن يتخلى عن هذا المجال»، معتبرا أن «موقف المغرب ضعيف جدا، لأنه كيف يمكن القول لا لمطلب حقوقي وأنت تدافع عن المطلب الحقوقي؟» يتساءل الشكراوي.