وزعت جامعة كرة القدم الشواهد على المدربين المغاربة بأثر رجعي، في حفل احتضنه أحد فنادق الدارالبيضاء وغاب عنه رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو ونائبه محمد راوراوة الذي كان يجلس على بعد أمتار قليلة من قاعة الحفل، بينما ناب عن الكاف هشام العمراني الكاتب العام لهذا الجهاز الذي يوجد منذ أيام في ضيافة المغرب. وعلى غرار مباريات البطولة الوطنية، فإن الحفل قد عرف تغييرات في موعده، ليس لدواعي أمنية بل بروتوكولية، حيث كان مقررا مساء أمس الثلاثاء، إلا أن دوري عصبة الأبطال الإفريقية وخاصة مباراة باييرن ميونيخ وريال مدريد غيرت موعد المدربين الذين وجهت له رسائل نصية على هواتفهم تدعوهم للالتحاق بالدارالبيضاء مساء الإثنين. غاب مجموعة من المدربين بسبب سوء انتقاء الموعد المناسب للديبلوم المناسب، فكثير من المدربين الذين حضرت شواهدهم كانوا غائبين، ولأن «الغايب حجته معاه» فإن الكثير من الأسماء أخلفت الموعد مع لحظة توزيع شهادة تؤرخ للانتقال من ضفة اللاعب إلى ضفة المدرب، مع ما يتطلبه الانتقال من استئناس بالصفة الجديدة. رغم وجود فرنسي واحد في القاعة، في شخص بيير مورلان مدير التكوين بجامعة كرة القدم، إلا أن المتعاقبين على منصة الخطابة، اختاروا إلقاء كلماتهم باللغة الفرنسية، فكريم العالم انتقى كلماته من قاموس المجاملة، وعبد الحق رزق الله تحدث بفرنسية مغرقة في شكر الجامعة والترحاب بضيوف الدارالبيضاء، قبل أن يوزع تذكارات على بعض المسيرين من بينهم عبد الإله أكرم الذي قدمه ماندوزا كرئيس للوداد البيضاوي، في ما يشبه التضامن الوجداني والتصدي المستتر لدعوات الرحيل، أما مورلان فقدم تقريرا أدبيا، يرصد عدد المشاركين في الدورات التكوينية دون أن يتحدث عن مصير العديد منهم الذين يفكرون في إنشاء جمعية حملة الشواهد المعطلين. بينما كشف هشام العمراني عن الترتيب المتقدم للمغرب في مجال التكوين على المستوى القاري، وهنأ جامعة الفهري على انخراطها في هذا المشروع الذي يغطي الآن 98 في المائة من دول القارة السمراء حسب الكاتب العام للكاف. كانت كل المداخلات باللغة الفرنسية مما أحرج محمد شحتة مدير التكوين بالكونفدرالية الإفريقية الذي عجز عن فك طلاسيم الكلمات واضطر للاستفسار عن سر بعض الضحكات التي كانت تعم القاعة بين الفينة والأخرى. من أبرز الوجوه التي غابت عن الحفل، بعض مكوني الكونفدرالية الإفريقية، على غرار عبد الرحمن السليماني وفتحي جمال، ولم يحضر من المكونين سوى جمال لحرش الذي تحول إلى حارس شخصي لبيير مورلان ولأحمد غيبي، بينما حضرت شواهد مدربين وغاب أصحابها على غرار عبد الرزاق خيري ومصطفى مديح ومحمد سهيل والحسين عموتة والعربي كورة، فيما ضاعت شواهد بعض المدربين وسط ركام الأوراق وتطلب البحث عنها دقائق طويلة، كجمال السلامي وعزيز الخياطي. في هذا الحفل تحاشى رشيد الطوسي مصافحة منتقديه، لم يصافح بعض المدربين الذين جلدوه بعد الكان وشنقوه بعد هزيمة طانزانيا، على غرار فخر الدين رجحي وعبد الخالق اللوزاني، كما قاطع بعض الصحفيين ولم يتردد في انتقاد تحولهم من المساندة المطلقة إلى العداء الدائم. شهد الحفل توزيع شواهد من درجة «س» على مدربات وتبين أن الفرق النسوية بصدد تحقيق الاكتفاء الذاتي من المدربات، وأن زمن تدريب الذكور للإناث سينتهي يوما، ليصبح التدريب شأنا نسائيا أيضا، فيما نال بعض المدربين شواهدهم بعد طول انتظار، إذ أن الدورة التكوينية الخاصة بالمدربين الوطنيين، لمراكش يعود تاريخها للعام الماضي، وعرفت الدورة مشاركة ثمانية وعشرين مدربا وطنيا توفرت فيهم شروط المشاركة التي وضع أسسها الإتحاد الإفريقي، والمتمثلة في سيرة ذاتية شخصية تتوفر على عشر سنوات في ميدان التدريب تشمل الإشراف على أحد أندية الصفوة أو المنتخب الوطني بفئتيه الكبار والأولمبي، إذ كانت ثلاثة أيام كافية لنيل شهادة تدريب حرف ألف اختزل فيها المدربون الطريق نحو كرسي البدلاء.