اعتقلت السلطات الجزائرية الناشط المغربي الأمازيغي خالد الزيراري، عضو الكونغريس العالمي الأمازيغية، على خلفية مشاركته في المسيرة التي شهدتها مدينة تيزي وزو تخليدا لذكرى الربيع الأمازيغي «ثافسوت إيمازيغن» بدعوة من حركة «فرحات مهني»، المطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل، بل أعلنتها «دولة مستقلة»، بجميع مكوناتها قبل ثلاث سنوات. وحسب بعض المصادر، فقد تم اعتقال خالد الزيراري، عضو الكونغريس العالمي الامازيغي، من طرف شرطة مدينة «تيزي وزو» في القبائل الجزائرية مباشرة بعد شروعه في إلقاء كلمة بمناسبة ذكرى «الرّبيع الأمازيغي» على هامش المظاهرات الضخمة التي عرفتها مدن المنطقة، والتي أشرفت على تنظيمها الأحزاب الأمازيغية الجزائرية، يتزعمها «الإرسيدي والماك» و»الأفافاس». وما زال خالد الزيراري تحت الحراسة النظرية، حيث يخضع للتحقيق والاستنطاق في مخفر للشرطة، في الوقت الذي تعالت صيحات ناشطين في صفوف الحركة الأمازيغية الجزائرية للتنديد باعتقاله والمطالبة بإطلاق سراحه ودعوة الخارجية المغربية إلى التدخل العاجل لدى نظيرتها الجزائرية للإفراج عن الزيراري، الذي لم يثبت في حقه ما يبرر اعتقاله، بعد كلمة ألقاها وسط مسيرة تؤيّد تمتيع منطقة القبائل بنظام للحكم الذاتي، والذي سبق أن أعلنت عنه حركة «فرحات مهني»، بل ومنحت أعضاءها بطائق وجوازات سفر خاصة ب»دولة القبائل». وقد شهدت المسيرة التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري بمناسبة حلول الذكرى ال33 للربيع الأمازيغي، صباح السبت 20 أبريل 2013، في مدينة البويرة -منطقة القبايل أحداثَ عنف ومواجهات حامية الوطيس بين المتظاهرين وعناصر الأمن. وردد المتظاهرون خلال المسيرات والوقفات الاحتجاجية تخليدا للذكرى ال33 للربيع الأمازيغي وال12 ل«الربيع الأسود» في ولاية تيزي وزو، عدة شعارات تنادي ب»استقلال» منطقة القبائل وتجسيد مشروع «الحكم الذاتي» وترسيم اللغة الأمازيغية، وكذا بالديمقراطية وحرية التعبير، واتهموا النظام القائم ب»محاصَرة» منطقة القبائل منذ عدة عقود إلى اليوم. وانتقد المتظاهرون الأمازيغ بشدة، خلال المسيرة التي نظمتها حركة الحكم الذاتي بتيزي وزو، «التهميش» الذي تعرفه منطقة القبائل في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، كما طالبوا بوقف كل أنواع التحرّشات ضدّ أنصار الحكم الذاتي وبضرورة الكفّ عن ظاهرة الاختطافات وترهيب سكان منطقة القبائل وكذا إلغاء مذكرة توقيف الصادرة في حق فرحات مهني. وردد المتظاهرون عدة شعارات ميّزها انتقاد لاذع للنظام، ورفعوا عدة لافتات كتب عليها «لا لتهميش منطقة القبائل» و»من أجل تجسيد مشروع الحكم الذاتي» و»الأمازيغية لغة رسمية» و»اليوم وغدا الشعب الأمازيغي موجود ويواصل النضال» و»نطالب بالتحقيق في أحداث الربيع الأسود».. كما رفعوا عدة صور للفنان القبائلي الراحل معطوب لوناس، وردّدوا أغانيه التي تدافع عن الأمازيغية، كما رفعوا صور زعيم حركة «الماك» المغني فرحات مهني. ويشار إلى أنه كان برمَجا أن تشارك في هذه المسيرة العديد من الشخصيات الأمازيغية الأجنبية -من بينها رئيس المؤتمر الأمازيغي العالمي، ذو الجنسية الليبية- إلا أنّ السفارات الجزائرية في بعض البلدان رفضت منح التأشيرة لهؤلاء قصد دخول التراب الجزائري للمشاركة في مسيرات «الربيع الأمازيغي» في منطقة القبائل.. ومن جهة أخرى يشار إلى أنّ عملية الاحتفال بهذه الذكرى طالت 20 ناشطا أمازيغيا، فيما تمت «مضايقة» فتحي بنخليفة، الأمازيغي الليبي، رئيس الكونغرس الأمازيغي العالمي.