أعطيت مساء الخميس بوجدة الانطلاقة الرسمية لفعاليات المهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير في نسخته الثانية، تحت شعار «السينما جسر جمالي من أجل بناء الوحدة المغاربية» ودورة المبدع المغربي الراحل محمد مجد، بحضور مجموعة من الفنانين المغاربيين، إلى جانب ثلة من الممثلين المغاربة على رأسهم الشعيبية العدراوي وعبد القادر مطاع، والفنان الجزائري أحمد بنعيسى. وتعرف هذه الدورة مشاركة 18 شريطا من الأفلام المغربية والمغاربية القصيرة لنيل الجائزة الذهبية (في أحسن إخراج، سيناريو، ممثل، ممثلة، جائزة لجنة التحكيم)، كما تتميز بمشاركة وحضور عدة وجوه وفعاليات سينمائية من المغرب ومن باقي البلدان المغاربية. أما لجنة التحكيم، التي يرأسها المخرج كمال كمال، فتتشكل من الفنانين، الناقد المصري أحمد فائق، والناقد والمخرج الجزائري سليم عكار، والفنان التونسي عجرودي الطاهر، والفنانة المغربية فاطمة خير. وموازاة مع الجائزة الذهبية ستخصص جوائز فضية للأعمال الخمسة الفائزة في المنافسة المفتوحة للنوادي السينمائية المحلية والمغربية الهاوية من أصل 12 فيلما مشاركا في المهرجان، كما ستقام ورشات تكوينية هامة، وندوات وعروض ومناقشات للأفلام ومعارض مختلفة خلال المهرجان. وتم بالمناسبة تكريم الفنانة المغربية الكبيرة الشعيبية العذراوي التي كانت طريحة الفراش وتأثرت كثيرا بدعوتها لحفل التكريم، إذ صرحت بالمناسبة ل«المساء» بأنها لا تملك الكلمات للتعبير عن فرحتها بهذه الالتفاتة، معبرة عن شكرها لأهل وجدة الذين تذكروها وتذكروا التاريخ الفني المغربي في وقت أحست بنوع من الحزن لتنكر بعض القائمين على المجال الفني، مشيرة إلى أنها بدأت حياتها الفنية بتقديم عروض بمدن الجهة الشرقية، بوجدة وبركان وأحفير. وحول تكريمها، قال الفنان عبد القادر مطاع أنه فخور باستضافة المهرجان له وتشرف أكثر بتكريم فنانة من أروع الممثلات العربيات قاطبة وليس فقط في المغرب، «الشعيبية العذراوي ممثلة عملاقة استطاعت أن تؤدي دور المرأة المغربية المغلوبة على أمرها والأمية والشعبية بحيث كان أداؤها يتجاوز بكثير جلّ الخطابات التي ألقتها الجمعيات النسائية». وأضاف أن أدوارها تمتاز بفنية كبيرة في منتهى البساطة والتلقائية وكانت ترفعه حين كان يمثل إلى جانبها، إلى البعد الرابع أو البعد الخامس في الأداء. وخلال كلمته، عجز الفنان الجزائري المكرم أحمد بنعيسي عن التعبير عن إحساسه وشعوره بتواجده بوجدة والمغرب، وقال متأثرا «لن أقول إني في بلدي الثاني بل سأقول إني في بلدي فقط، لأن لي أهل في وجدة وبركان وتازة، وأهاليهم في الجزائر، سأكرر ثلاث مرات : الله يهدي ما خلق، الله يهدي ما خلق، الله يهدي ما خلق»، ثم حيا الجمهور الذي غصت به قاعة العروض بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة، ثم التحق بمكانه تحت تصفيقات حارة وزغاريد. وكان آخر المكرمين الفنانة التي لقبها الناقد والمخرج عبدالإله الجواهري بفراشة السينما المغربية الممثلة الشابة أسماء خمليشي، لمؤهلاتها الفنية وعلاقاتها الإنسانية وأخلاقها الرفيعة. يشار إلى أن المهرجان، لم يفته أن يكرم «با الهاشمي» المعروف لدى الجمهور السينمائي الوجدي والذي يتجاوز عمره الآن التسعين سنة، حيث كان أحد التقنيين المشرفين على عرض الأفلام بالقاعات السينمائية بوجدة منذ سنة 1946. وعن المهرجان، عبر عبد الله فركوس عن أمله في أن يصل إلى مستوى المهرجانات الوطنية ويمكن الفنانين من التواصل مع جماهير وجدة والجهة الشرقية والتقرب منها عبر تشوير الشرائط وتقديم العروض. واعتبرت الفنانة بشرى أهريش أن مهرجان وجدة يتفرد بتيمة المهرجان وخاصية وجدة بحكم استقباله لأفلام مغاربية وهو ما يعني أن هذه المدينة فتحت قلبها لكلّ الجيران، وهي بمثابة بوابة وعبارة.