أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري عن إطلاق مخطط خاص بالعلامات المميزة للمنشأ والجودة للمواد الغذائية والمنتجات الفلاحية والبحرية. وستستفيد 100 تعاونية متخصصة في إنتاج زيت الأركان الذي يبلغ حجم إنتاجه وطنيا 30 ألف طن سنويا من العلامة التجارية لتسويقها وطنيا ودوليا. «المساء» التقت بفاعلات جمعويات لخصن ظروف اشتغال التعاونيات في المناطق الفلاحية بجهة سوس ماسة درعة. استخدامات الصبار قبل أربع سنوات، لم تكن حفيظة فنيدو تتوقع أن التعاونية التي ساهمت في تأسيسها ستغير حياة نساء جماعة أسبوعيا بسيدي إفني. على مساحة 22 ألف هكتار من نبات الصبار، تحول مقر تعاونية اكناري إلى ما يشبه معملا صغيرا يضم 50 عاملة، تحصل الواحدة منهن على 800 درهم شهريا. «تتمكن كل عاملة، من كسر كيلوغرام من حبوب الصبار يوميا مقابل 30 درهما، مما يساهم في استقرار المرأة القروية»، توضح فنيدو وتتابع:«استخرجنا إلى حد الآن ثماني فوائد للصبار، ومازال الكثير لاكتشافه بعد أن تتحول التعاونية إلى شركة». نجحت التعاونية في استخراج المربى وصابون وزيت الصبار وشرائحه المملحة ويبلغ متوسط إنتاج الزيت 250 لترا يناهز سعره عشرة آلاف درهم للتر. وكشفت حفيظة فنيدو أن البعد عن مركز المدينة يؤخر وصول الطلبات على الزبائن وغياب وسائل النقل يعقد من عمل التعاونية التي تشمل شبكة توزيعها مدن العيون وأكادير والدار البيضاء بالاعتماد على الطلبات الخاصة لبعض الزبائن والمحلات. وتضيف فنيدو:«تسجل صفقات نوار الصبار مع بعض الدول الأوربية عبر الوسطاء رقم معاملات يبلغ 30 في المائة من مداخيل التعاونية، وهو ما يحقق الاستقلال المادي للعاملات فيها». وهي الملاحظة التي تتقاسمها مع فاطمة أبو احسان، عضو جمعية أيت باعمرا للتنمية: «يبيع الوسطاء بالخارج بسعر مرتفع ما يشترونه لدى التعاونيات، وأغلبيتهم من السياح، مما يجعل رقم معاملات أية تعاونية لا يتجاوز في المتوسط 8 ملايين سنتيم». تجارة «أفياش» بتالغجونت، بنواحي تارودانت، ترافق نزهة أكثير نساء الدوار كل صباح إلى مقر تعاونية «تيفاوت» لإنتاج زيت أركان. تنخرط في التعاونية 68 امرأة تعملن على كسر وطحن الأركان باستعمال مطاحن تقليدية. «نبيع شهريا في المتوسط 30 لترا بسعر300 درهم للتر، لكن رغم هذا لا يتجاوز دخل كل عاملة 1000 درهم سنويا»، تقول أكثير ل«المساء». حددت التعاونية كمية كل عاملة من «أفياش»(الأركان)، إذ توفر لها رحى تقليدية وتعمل على تنقيتها وطحنها بل استخراج مادة «الزنين» واستخلاص الزيت قبل تعبئتها في قنينات زجاجية. «تحصل التعاونية على 5 دراهم للكيلوغرام الواحد و10 دراهم لكل لتر زيت داخل 24 دوارا بتالغجونت في ظل غياب دعم الجماعة المحلية»، توضح أكثير، وتضيف: «مازال عدد الآلات الخاصة بالتصفية والتلفيف غير كاف لتسريع وتيرة الإنتاجية، كما أن التسويق يصطدم بارتفاع أسعار الأركان التي حافظت على أسعارها خلال الأشهر الخمسة الماضية». إجازة فلاحية أشرفت سلمى داود، أستاذة البيولوجيا بكلية العلوم جامعة ابن زهر بأكادير، على إحداث إجازة مهنية حول تثمين المنتوجات المحلية، واستقبلت الشعبة خلال هذه السنة الجامعية 17 طالبا يحصلون على الإجازة بعد ثلاث سنوات». اشتغلت على البرنامج الخاص للشعبة طيلة سنتين، وأجريت مسحا ميدانيا على مناطق فلاحية بجهة سوس ماسة درعة للتعرف على حاجيات التعاونيات في إنتاج وتسويق المنتوجات المحلية، «توضح سلمى داود ل«المساء». وكشفت سلمى داود أن 45 في المائة من التعاونيات العاملة في مجال المنتوجات الأصلية مازالت تعاني من نقص التكوين المستمر وتتنافس في ما بينها في إنتاج نفس المنتوج، مما يؤثر على آليات تسويقه.. وتتضمن المواد الدراسية استراتيجية تثمين الموارد الطبيعية والفلاحة المستديمة والسياحة البيئية وقانون التصديق على علامات المنشأ والأمن الغذائي. وتلخص داود المجالات الميدانية التي يتيحها الدبلوم لحامله قائلة: «وضعت الجامعة لائحة المهن التي تتيحها الإجازة، وتشمل منشط شبكات البنيات الجمعوية للتنمية القروية، وتقنيي تدبير المواد المحلية، ومسيري الجمعيات، ومصممي مشاريع حول المنتوجات المحلية والسياحة البيئية».