أحالت عناصر الفرقة الجنائية الولائية للشرطة القضائية بسطات، أمس الخميس، «مخزنيا» على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية المدينة إثر اتهامه بارتكاب جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والعلاقة الجنسية غير الشرعية وحيازة وثائق الغير دون سند قانوني، وقرر ممثل الحق العام إحالة ملف القضية على محكمة العدل العسكري بالرباط للاختصاص. وكانت عناصر الشرطة القضائية قد أوقفت المخزني في ظرف قياسي، بعد القيام بأبحاث وتحريات تقنية وميدانية تركزت حول محيط العائلة ومعارفها، وخلصت نتيجة هذا البحث إلى أن مرتكب الفعل الإجرامي عنصر من القوات المساعدة كانت تربطه علاقة غرامية بالضحية، غير أنها لم تعد تستلطفه ولاترغب في الارتباط به وارتبطت بشخص آخر غيره، وتوترت العلاقة بينهما بحيث لم تعد الضحية تطيقه وكانت توجه إليه السب والشتم وتطعنه في رجولته، وهو الشيء الذي لم يتقبله «المخزني» فعقد العزم على الانتقام منها، ولتنفيذ قراره أقنع الضحية بضرورة لقائه في مدينة سطات من أجل تسوية الخلاف. كما قادت الأبحاث الميدانية إلى أن الفاعل يوجد بمدينة بنسليمان، فتجندت الفرقة الجنائية وانتقلت إلى مدينة بنسليمان وقامت ببحث مستفيض تركز أساسا على الشق التقني وتم نصب كمين لأحد الأشخاص (فوز بمسابقة في شبكة للاتصالات الهاتفية) والذي كان على اتصالات هاتفية سابقة مع الشخص المشتبه فيه، ومن خلاله تم تحديد هوية هذا الأخير الذي تبين أنه مخزني يعمل بثكنة بنسليمان، ليتم توقيفه وعند تفتيشه عثر بحوزته على الرقم الهاتفي الذي كان مسجلا في اسم فتاة، والذي ظل طيلة أطوار البحث لغزا يحير المحققين. وبعد البحث الأولي الذي تركز حول استعماله الزمني ليوم اختفاء الضحية، أفاد أنه قضى اليوم داخل الثكنة العسكرية وهي معطيات بدت معاكسة لما جاء في البحث التقني الذي كان فريق البحث الجنائي قد توصل إليه، والذي أبدى شكوكا حول تصريحات المعني، فتمت محاصرته بالأسئلة ومواجهته بالبحث التقني والميداني الذي تتوفر عليه الضابطة القضائية، لينهار في آخر المطاف ويعترف اعترافا تلقائيا مفاده أنه قتل الضحية بواسطة سكين متوسط الحجم كان يتحوزه بهدف التخلص منها، حيث استدرجها إلى مكان خلاء بمدينة سطات ووجه إليها 17 طعنة في مناطق مختلفة من جسمها، من بينها ثلاث طعنات كانت قاتلة، ليتركها جثة هامدة مرمية وسط حقل زراعي يقع بين حيي التنمية وعلوان بسطات، وتخلص من السكين أداة الجريمة بأحد الحقول الزراعية واستقل سيارة أجرة عائدا إلى مدينة بنسليمان للاختفاء داخل الثكنة العسكرية ظنا منه أن يد المحققين لن تطاله.