بعد الأزمة الاجتماعية التي خلقتها قنينات الغاز في بلدة بودنيب بضواحي الرشيدية، منذ أسابيع، عاد شبح الأزمة ذاته ليضرب هذه المرة عددا من الأحياء الشعبية لمدينة فاس، مما أدى إلى وقوع احتجاجات تلقائية لمواطنين أنهكهم البحث عن هذه المادة الأساسية، أبرزها محاولة عدد من المواطنين القادمين من بعض الأحياء الشعبية بمنطقة المرينيين، والتي تعد من أكبر الأحياء الهامشية بالعاصمة العلمية، التوجه إلى مقر ولاية جهة فاس بولمان، بداية الأسبوع الجاري، لمطالبة السلطات المحلية بالتدخل لإنهاء محنة المواطنين في الأحياء الشعبية للمدينة مع هذه المادة، التي أصبحت نادرة، مما فتح المجال للاحتكار والمضاربات، والزيادة في الأسعار بشكل كبير، يقول المواطنون. وتزامن هذا النقص الحاد في قنينات الغاز بمدينة فاس مع صراع مرير يخوضه عمال معتصمون أمام أكبر معمل مزود للجهة بقنينات الغاز، يوجد في منطقة عين الشكاك بضواحي إقليمصفرو، وذلك بعدما عمد صاحب المعمل إلى طردهم بعدما أقدموا على تأسيس إطار نقابي تابع لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذرع النقابي المقرب من حزب العدالة والتنمية. وفشلت جميع المحاولات، التي أشرفت عليها السلطات المحلية بإقليمصفرو، بحضور ممثلين عن وزارة الطاقة والمعادن ومفتشية الشغل، في إقناع صاحب المعمل بالعدول عن قرار طرد العمال المنقبين، الذين يقولون إنهم أمضوا سنوات كثيرة عجافا في العمل في هذا المصنع برواتب هزيلة لا ترقى إلى الحد الأدنى للأجور، ودون تغطية صحية، واجتماعية، ودون عطل... وتمسك صاحب المعمل، في جل جلسات الحوار، بإدخال الملف إلى القضاء، بينما رابط العمال أمام المعمل في اعتصام مفتوح، مطالبين بتسوية أوضاعهم الاجتماعية، ومنعوا محاولات يقولون بأن رب المعمل قام بها من أجل استقدام عمال جدد يوجدون في طابور الانتظار في جيش المعطلين بالأحياء الشعبية للمدن المجاورة. ولم تفلح وساطات قام بها مسؤولون نقابيون في نقابة الاتحاد الوطني للشغل في دفع صاحب المعمل إلى العدول عن قراراته، فيما وجد مواطنو الأحياء الشعبية أنفسهم يواجهون أزمة كبيرة وهم في رحلات بحث مضنية عن قنينات الغاز.