أكدت مصادر من إدارة المكتب الوطني للقطارات أن الإحصاء الأولي للخسائر، التي ترتبت عن تنقلات جمهور الجيش الملكي إلى الدارالبيضاء يوم الخميس الماضي، قد أسفرت عن وجود خسائر مادية في العتاد، إذ تم وضع عشر عربات في فضاء الصيانة نظرا لحجم الأضرار التي تعرضت لها. وقالت المصادر ذاتها إن لجنة من المكتب الوطني للقطارات تواصل جرد الخسائر وتقييمها، بعد أن تبين تحطيم زجاج بعض العربات وتخريبب في دورات المياه وأضواء العربات واقتلاع ستائر وتمزيق مقاعد جلدية وبعض الكتابات في مرافق القطار وكتابات بالطلاء الرشاش على زجاج ومرافق القطار. من جهة أخرى باشرت الإدارة تحقيقا مع مديري محطة القطار لكل من الرباط أكدال والدارالبيضاء المسافرين، بعد أن تبين أن الخلل يمكن في سوء تدبير عملية تنقل أعداد كبيرة من الجماهير إلى الدارالبيضاء، إذ لم تخضع لأي عملية تفتيش في محطة الرباط أكدال، بل خصص لها مدخل خاص دون إخضاعها للتفتيش، بالرغم من وجود أفراد من الأمن الوطني وأعوان المكتب الوطني للقطارات، كما حضر عملية الإركاب أفراد من جمعية أنصار الجيش الملكي كانت ترتدي «جيليات» عليها إسم الجمعية. وفتح تحقيق مواز مع رئيس محطة الدارالبيضاء المسافرين، على خلفية نزول الجمهور المساند للجيش الملكي وتفجير شهب نارية في المحطة، علما أن الترتيبات كانت تقتضي نزول الجمهور القادم من الرباط في محطة الوازيس الأقرب إلى المركب الرياضي محمد الخامس، هناك كانت القوات الأمنية بصدد إعداد خطة لنقل الجمهور العسكري إلى الملعب، فيما فضل القادمون من الرباط النزول في محطة في قلب العاصمة الاقتصادية، وقاموا بإلزام القطار على الوقوف باللجوء إلى جهاز علامة الإنذار بالخطر التي تجبر العربات على التوقف وعدم استئناف السير إلا بعد ربع ساعة كأقل تقدير، وهي فترة زمنية تكفي لنزول مئات الراكبين. ومن غير المستبعد أن يصدر المكتب الوطني للقطارات قرارا بمنع تنقل الجماهير خاصة عبر محور الدارالبيضاءالرباط، لأن العديد من الأحداث قد ارتبطت بالسفر الجماعي للمشجعين، بل إن الإدارة لازالت تنتظر خروج العربات التي تعرضت للعدوان من طرف مناصري الرجاء بعد نهاية مباراة الرجاء والجيش برسم نهائي كأس العرش، كما أن تقريرا مفصلا حول الخسائر المادية التي تعرضت لها عربات القطار الذي وضع رهن إشارة مشجعي الفريق الأخضر في رحلتهم إلى العاصمة، لازال أمام رئيس قسم الشؤون القانونية مرفوقا بفاتورة الخسائر التي تعتبر الأعلى في تاريخ علاقة المكتب الوطني للسكك الحديدية بالمسافرين، «نقل ألاف متطوعي المسيرة الخضراء عبر القطار لم يكلف المكتب الوطني أية خسائر مقارنة مع نقل المتفرجين»، يقول إطار في المكتب الوطني للسكك الحديدية.