امتقع وجه «يوب هاينكس» وقال «من فضلك، احترمني واحترم عملي، لست بحاجة لأحد كي يدرس لي الخصوم». شبح غوسيب غوارديولا، الذي يتحول إلى حقيقة في ألمانيا بمرور الأيام، كان قد تجسد أمام ناظري هاينكس مع سؤال لصحفي في القاعة الإعلامية لملعب بايرن ميونيخ، لم يكن سؤالا حول جوائز بوليتزر، بل حقيقة عملية بالنظر إلى نتائج قرعة الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي وضعت بايرن في مواجهة برشلونة: هل سيطلب مساعدة أو نصيحة أو بيانات من غوارديولا؟ ورفض هاينكس الحديث عن الرجل الذي تمكن بين عامي 2008 و2012 من قيادة برشلونة إلى 14 لقبا، المدير الفني الذي سيتولى اعتبارا من يونيو المقبل تدريب الفريق الذي قاده هو للتو لإحراز لقب الدوري الألماني لكرة القدم ويتطلع الآن لقيادته إلى أول لقب أوروبي له منذ 2001. لكن شبح غوارديولا ليس هوسا لدى وسائل الإعلام، لأن الرئيس الفخري لبايرن بنفسه، فرانز بيكنباور، هو الذي كان قد تحمس قبل دقائق من غضب هاينكس إزاء بدء ممارسة غوارديولا العمل في وقت مبكر عن المتفق عليه، وقال «القيصر» مبتسما للتليفزيون الألماني «تقريران إضافيان من غوارديولا ولن يتأذى أحد»، بعد أن أكد في البداية أن هاينكس ليس «في حاجة» لإجراء اتصال بخليفته. ويمثل وصول غوارديولا إلى البوندسليجا حكاية يزداد الاهتمام بها أسبوعا تلو الآخر في العالم الرياضي الألماني، والقيصر نفسه غامر وتوقع ما سيقوم به المدرب الكتالوني يوم 24أبريل المقبل عندما يلتقي الفريقان بميونيخ في ذهاب الدور قبل النهائي. وقال «افترض أنه سيسعد، الآن، حيث سيرى المباراة، سواء في نيويورك أو هنا.. لا أعرف. بالنسبة له سيكون شيئا مميزا، يعرف فريقه السابق أفضل من غيره، لذا سيكون بالنسبة له أمرا شديد الخصوصية أن يتابع هذه المواجهة». ذكر جوارديولا كان أمرا مؤلما بشكل خاص لهاينكس، الذي يفخر بين أمور كثيرة بأنه يعرف الكرة الأسبانية ربما أفضل من أن أي مدرب ألماني آخر. فقد كان هو المدير الفني لريال مدريد عندما أحرز الفريق لقب دوري الأبطال عام 1998، السابع للفريق الملكي في البطولة، بعد غياب 32 عاما كاملة عن التتويج القاري. وقال هاينكس، الذي قاد أيضا في أسبانيا فضلا عن ريال مدريد ناديي تنيريفي وأتلتيك بيلباو: «أعرف كرة القدم الأسبانية بشكل جيد جدا لأنني دائما، حتى وأنا هنا في ألمانيا، كنت أهتم كثيرا بكرة ذلك البلد». وأبرز الألماني «فزت مرتين مع أتلتيك في كامب نو على فريق أحلام كرويف»، وذكر أيضا أنه تأهل مع خيتافي إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي مع تنيريفي، في مشوار تضمن الإطاحة في الطريق بريال مدريد. وبعد غوارديولا، قفز الشبح الثاني الرابض، ليونيل ميسي، أمام ناظري هاينكس. وقال المدرب في رد فعله الأول «برشلونة ليس ميسي وحده»، مضيفا «إنه تشافي وإنييستا وبوسكيتس وبيدرو وفيا وسانشيز وفابريجاس.. إنهم لاعبون خارقون». لكن الأمر انتهى به مقرا بالحقيقة الواضحة: «ميسي هو الأكثر موهبة، وقد رأيتم ما حدث عندما شارك أمام باريس سان جيرمان رغم أنه لم يكن حتى في لياقته الأفضل». ويمثل ميسي، الذي أصيب الأسبوع الماضي في لقاء ذهاب دور الثمانية أمام باريس سان جيرمان وعاد للظهور في الدقيقة 62 من لقاء الإياب لإنقاذ فريقه، الذي كان في طريقه إلى الخروج من البطولة، مسألة رئيسية في عالم كرة القدم الألمانية قبل مواجهة دوري الأبطال: هل سيكون في كامل لياقته؟ هل هو مصاب بالدرجة التي يتحدثون عنها؟ ويبدو أمرا واضحا أمام مانويل نيوير، حارس بايرن، أن الغرور لا يمكن أن يتسلل لقلب أحد في فريقه. وقال «بالطبع علينا أن نسيطر تماما على ميسي، أفضل لاعبي العالم لا يمكن أن يتألق بالطريقة التي بدا عليها أمام ميلان وباريس سان جيرمان». وبعث بيكنباور برسالة أخرى واضحة «دون ميسي، برشلونة فريق عادي. مع ميسي، برشلونة فريق لا يصدق».