اختار مركز صحي معروف ببوسكورة طريقة خاصة للتعامل مع مريضة، كان يؤدي أقاربها مبلغ 40 ألف درهم شهريا لعلاجها من مرض ألم بها في الرأس، إذ بعد تأخر دفع مستحقات العلاج عمد المسؤولون بالمصحة إلى نقل المريضة، التي كانت فاقدة للوعي، عبر سيارة إسعاف ووضعها أمام منزلها بدوار الشهوبة أولاد احمد المتاخم لدار بوعزة، لتفارق الحياة أياما قليلة بعد التخلص منها من طرف المصحة، التي تدعي أن شركة التأمين تأخرت في أداء تكاليف علاج شهر واحد فقط. وتقدم شقيق الضحية بشكاية مباشرة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء ضد «ليوتنان كولونيل»، رئيس المركز الصحي ودكتور مختص، متهما المصحة الخاصة بعدم تقديم يد المساعدة لمريضة في حالة خطيرة ما أدى إلى وفاتها. وحسب محاضر الدرك الملكي، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، فإن الحادث تسبب في وفاة والدة الضحية، التي فوجئت بطرق بابها من طرف ممرضين، كانوا على متن سيارة إسعاف، قبل أن يتخلصوا من المريضة التي توفيت بدورها 3 أيام بعد وفاة والدتها، ليتسبب المركز الصحي في كارثة ألمت بالأسرة، حسب تعبيرها. وقال المدير المالي للمصحة في تصريحاته أمام الدرك إن الضحية أيت عياش رقية دخلت المركز الاستشفائي للترويض والتأهيل قصد تتبع العلاج من الإصابة التي كانت تعاني منها، مشيرا إلى أنه بصفته مديرا إداريا وماليا للمؤسسة لم يكن لديه أي اعتراض على قبولها لأنها كانت تستوفي جميع الشروط، وبخصوص خروجها من المصحة دون علم أقاربها، صرح أنه كان في نقاهة بسبب خضوعه لعملية جراحية في العين، وأنه لم يتخذ أي قرار لمغادرتها المركز. وأشار المدير الإداري إلى أن إدارة المصحة اتصلت بشقيق الضحية لإخباره بقرار تمديد الاستشفاء، غير أنه لم يتقبل ذلك ورفض، مصرا على خروج أخته من المصحة. واستمعت عناصر الدرك الملكي إلى كل الأطراف في القضية بمن فيهم مسير شركة متخصصة في سيارات الإسعاف ونقل الموتى، الذي صرح أنه تلقى مكالمة هاتفية من المصلحة اللاسلكية بالمركز الاستشفائي ببوسكورة قصد إخباره بنقل أحد المرضى إلى مسكنه بالدارالبيضاء، وبعد محاولة نقل الضحية احتج أحد أقاربها لتتم إعادتها إلى المصحة من جديد، غير أن اتصالا هاتفيا بأحد أقارب الضحية عجل بنقلها من جديد إلى منزلها، حسب تصريحات سائق سيارة الإسعاف. وصرح قريب للضحية للدرك الملكي بأن مسؤولا بالمصحة طلب منه إحضار مبلغ يفوق 40 ألف درهم مقابل مستحقات العلاج وإلا سيضطر لإخراجها من المصحة، ما جعل قريب الضحية- مضطرا- يعدهم بإحضار المبلغ المذكور شريطة إبقاء المريضة بالمركز، غير أن المسؤول اتصل بسيارة إسعاف وأمرهم بنقل الضحية إلى منزلها لتفارق الحياة أياما قليلة بعد ذلك.