يستهل المنتخب الوطني للفتيان لكرة القدم مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 بمواجهة منتخب الغابون غدا السبت، حيث يراهن هذا المنتخب على التأهل إلى الدور نصف النهائي، وضمان مشاركته في نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها الإمارات في شهر أكتوبر المقبل. وإذا كان فتيان المنتخب الوطني يحذوهم أمل كبير لتحقيق نتائج إيجابية، ويتملكهم الشغف والحماس للدفاع عن قميص المنتخب، مثلما يتملكهم الشغف نفسه لإثبات ذاتهم، إلا أن المنعرج الذي دخله هذا المنتخب قبل أقل من أسبوعين على انطلاق النهائيات يثير أكثر من علامة استفهام ويكشف أن هناك تخبطا، وأن الكثير من الوقت تم إهداره، في ظل غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية. لقد ظل لاعبو المنتخب الوطني للفتيان يستعدون لهذا الحدث على امتداد مدة زمنية تقارب العامين، إذ خاضوا العديد من التجمعات التدريبية والمباريات الودية من أجل تقوية درجة التنافسية لديهم، وجعلهم جاهزين للمشاركة في هذا الحدث الذي سيجري بالمغرب، لكن قبل عشرة أيام على انطلاق النهائيات تم الاستغناء عن معظم هؤلاء اللاعبين، وتعويضهم بممارسين في أوربا، ضمن الفئات الصغرى لمجموعة من الفرق الأوربية. أول أمس قال عبد الله الإدريسي مدرب المنتخب الوطني للفتيان للصحفيين إن الرهان هو بلوغ المربع الذهبي من أجل ضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها الإمارات، ثم أشار إلى أن المنتخب الوطني يستعد لهذا الحدث منذ سنة 2011 من خلال مشاركته في العديد من التجمعات التدريبية بالمغرب وخارجه وخوض لعدة مباريات ودية، قبل أن يؤكد أن هذا البرنامج ساعد في حصول التجانس بين اللاعبين وضبط الخطط التكتيكية ووضع اللمسات الأخيرة. تصريحات الإدريسي كانت ستبدو منطقية ومعقولة لو لم يتم تغيير لائحة اللاعبين في آخر لحظة، لكنها في واقع الأمر تزيد طين هذا المنتخب بلة، فاللاعبون الذين ظلوا يستعدون لأزيد من عامين، تم الاستغناء عن الغالبية العظمى منهم في آخر لحظة، ولم يتبق منهم في اللائحة النهائية إلا خمسة لاعبين فقط، تم تعويضهم بآخرين يمارسون بأوروبا، من المؤكد أنهم يملكون إمكانيات مهمة، لكن للأسف الشديد فإن المناداة عليهم تمت بشكل متأخر، مما يلغي أي حديث عن الانسجام بين اللاعبين وعن تكاملهم وهضمهم لطريقة اللعب، وكان من الأفضل لو وجهت لهم الدعوة في وقت مبكر ليستفيدوا من فترة الإعداد الطويلة، بدل أن تتم المناداة عليهم في آخر لحظة. كيفما كانت النتيجة التي سيحققها المنتخب الوطني للفتيان في النهائيات، فإن هناك تخبطا وحيرة، وجامعة خارج النص، ومشرفا عاما اسمه بيم فيربيك يتقاضى راتبا شهريا يفوق 100 مليون سنتيم، ويوجد في عطالة، ومدرب وجد نفسه في قلب العاصفة، وسيشرف على تشكيلة ليست من اختياره، ومع ذلك يقول إن اللائحة تمت بتنسيق بينه وبين فيربيك.