لم يكن أشد المتشائمين يتوقع سيناريو خروج الرجاء البيضاوي من الدور ما قبل النهائي من تصفيات كأس الاتحاد العربي للأندية، إذأن الدقائق الخمس الأخيرة كانت حاسمة في منح تأشيرة العبور للعربي الكويتي الذي يصل إلى النهائي لأول مرة في تاريخه، حيث سيواجه اتحاد العاصمة الجزائري بعد الإطاحة بأكبر المرشحين للظفر باللقب العربي. وعلى الرغم من السبق الرقمي والتفوق الميداني على امتداد دقائق المواجهة، وإهدار سيل من الفرص السانحة للتسجيل خلال الجولتين، إلا أن العربي لم يستسلم بل ظل مصرا على انتزاع التأهيل من المغرب، بفضل التغيير الذي أقدم عليه المدرب جوزيه روماو في الجولة الثانية، مما جعل لاعبيه يشنون غاراتهم على مرمى الحارس العسكري، مستغلا خروج الصالحي ومتولي وهما العنصران الأكثر خطورة في هجوم الرجاء. وإذا كان مرتضى فال وراء هدف الكويت في مباراة الذهاب، فإن عبد القادر فال هو موقع الهدف القاتل في الوقت الميت لفائدة فريقه العربي، مما جعل اسم فال شؤما على الرجاء، كما قال أحد المنخرطين. وقال فاخر مدرب الرجاء البيضاوي للاعبيه في مستودع الملابس، إن الجميع مطالب بنسيان المباراة، والتطلع إلى الهدف الأول وهو الظفر بلقب البطولة والتي تعتبر مباراة الجيش الملكي منعرجها الكبير، بينما تأسف كثير من اللاعبين وقالوا إن ما حز في نفسهم هو «قطع آلاف الكيلومترات نحو تونس والعراق والكويت ليخرج الفريق من المنافسة فارغ اليدين». وأكد مسؤولون رجاويون أن الإقصاء سيجعل المدرب واللاعبين أمام الرهان الحقيقي وهو الظفر بلقب البطولة، وقالوا إنهم وفروا للمدرب كل متطلباته لتحقيق هذا المبتغى، فيما ردد جمهور الرجاء بنبرة غاضبة عبارات تكيل الشتائم للاعبين وهي المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الغضب الممزوج بالشتم في حق لاعبين كانوا يعيشون حالة ود مع المدرجات. ولم يسلم فاخر من الشتائم وهو يغادر الملعب بل إن اللاعب الأكثر دلالا وهو عبد الإله الحافضي نال حصته من الشتم على غرار بقية زملائه في الفريق، فيما اختار آخرون إدانة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي لا علم له بدوره في إقصاء الرجاء ووأد حلم ألاف الرجاويين. واضطرت السلطات الأمنية إلى تأخير خروج حافلة الرجاء من الجديدة إلى حين تهدئة الوضع، خوفا من رشقها بالحجارة، بينما أحيطت حافلة الفريق الكويتي بتغطية أمنية غير مسبوقة، بينما عمت الأفراح الوفد العرباوي، ونال المدرب البرتغالي جوزيه روماو واللاعبون التهاني من رئيس الفريق جمال الكاظمي الذي اتصل هاتفيا بكل عنصر. من جهة أخرى أكدت مصادر «المساء» أن الاتحاد العربي لكرة القدم عانى الأمرين مع «مطالب المدرب فاخر على امتداد مراحل المسابقة»، واعتبر الرجاء الفريق الأكثر مطالبة بتغيير مواعيد مبارياته وفنادقه ولوائحه.