أثبتت عدة دراسات أن للثوم والبصل دور كبير في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي، خاصة سرطان المريء و المعدة والقولون… وبدراسة عادات سكان إحدى المناطق الصينية، تبين أن خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى الأشخاص الذين يتناولون الثوم والبصل بكميات كبيرة جد ضئيل مقارنة مع مستهلكيها بكمية قليلة. نفس النتائج تم الحصول عليها بمقارنة العادات الغذائية لسكان شمال إيطاليا وجنوبها، باعتبار أن الجنوب الإيطالي مشهور باستعمال الثوم بكثرة في أطباقه. لذلك يمكننا القول إن الاستهلاك الكبير للخضر من الفصيلة الثومية يخفض خطر الإصابة بسرطان المعدة. كما أثبتت دراسات أخرى أن للثوم دور كبير في الوقاية من سرطان الثدي والبروستات، وبينت الدراسة المخبرية لخواص الثوم المضادة للسرطان على الحيوان، أن له دور كبير في الوقاية وكذلك في منع تطور مختلف الأمراض السرطانية، خاصة سرطان المعدة والمريء والقولون والرئتين و الثدي… من أهم مكونات الثوم مادة الأليين، وأثناء تقطيع فص الثوم يتم تحرير أنزيم يدعى الأليناز، الذي يتفاعل مع الأليين ويحوله إلى ألسين، وهو جزيئة قوية الرائحة ومسؤولة عن انبعاث الرائحة القوية للثوم. بعد تقطيعه يتحول الألسين بدوره إلى عدة مركبات كبريتية كالأجوين، الدياليلسيلفيد، الدياليلديسيلفيد، وعدة مركبات أخرى... وعموما فهو يضم على الأقل عشرين مركبا له قدرة مضادة للسرطان. وللثوم قدرة كبيرة على الوقاية من السرطانات التي تسببها النيتروزامينات، وهي فئة من المركبات الكيميائية ذات قدرة مسرطنة قوية، تتكون انطلاقا من النتريت، الذي يتم استعماله كمادة حافظة للأغذية، خاصة المخللات والمواد التي تصنع من اللحم كالنقانق مثلا (صوصيص)… وبمنعها لتكون هذه النتروزامينات، تقلل المركبات الفيتوكيميائية للثوم خطر تسبب هذه المواد في تعديل الحمض النووي، وبالتالي خطر التعرض لمرض السرطان. إن قوة وخواص الخضر التي تنتمي إلى الفصيلة الثومية المضادة للسرطان مرتبطة باحتوائها على مركبات كبريتية تمنع تنشيط المواد المسرطنة، وتعمل كذلك على تسريع التخلص منها، مما يحمي جزيئة الحمض النووي، إلى جانب قدرتها على خفض انتشار الأورام، مما يجعل هذه الخضر غذاء ودواء.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية