على غير عادة قياديي حزب العدالة والتنمية في التظاهرات، والذين يُخصّصون جزءا كبيرا للحديث بطريقة «عفوية» عن الوضع السياسي، اختار عبد الله باها، وزير الدولة، الاكتفاء في تدخله خلال اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى المئوية لميناء الدارالبيضاء، بالتركيز على موضوع اللقاء دون التطرق لأي قضية سياسية. وقال عبد الله باها «إننا لا نسعى من خلال الاحتفال بالذكرى المئوية لميناء الدارالبيضاء فقط إلى الوقوف على المحطات المُتميّزة لتاريخ هذا الميناء، الذي يمثل ذاكرة جماعية للمغرب، بل نهدف، أيضا، إلى استشراف رؤية مستقبلية لتطوير هذا الميناء ومن خلال جميع الموانئ المغربية»، وأضاف أنّ المغرب يتوفر على 38 ميناء، من بينها 13 ميناء مفتوحة في وجه التجارة الخارجية، وتعالج مليون طن من الأسماك و92 مليونا من البضائع. وأكد باها أنه نظرا إلى الدور الحيوي للموانئ فهي تحظى بالاهتمام في السياسات العمومية، واعتبر أنّ «البحر في المغرب يحتلّ مكانة كبرى في الماضي والحاضر والمستقبل، بسبب تمتع البلاد بخصوصيات مينائية لها امتدادات تاريخية واقتصادية واجتماعية على واجهتين بحريتين». وقد حضر مراسيمَ الاحتفال بالذكرى المئوية لميناء الدارالبيضاء، إلى جانب باها، كل من وزير التجهيز والنقل عزيز الرباح، ووالي البيضاء محمد بوسعيد، والعمدة محمد ساجد، وتم خلال اللقاء المنظم بهذه المناسبة تأكيد أنّ ميناء الدارالبيضاء، الذي يحتل المرتبة الأولى وطنيا، يقوم على مساحة 450 هكتارا، من بينها 256 من المسطحات، فيما يبلغ طول الأرصفة 8 كيلومترات، ويستطيع استقبال 40 سفينة في وقت واحد، كما أنه مُجهَّز بسكة حديدية، ويتوفر على ميناء كبير للصيد البحري، ويؤمّن العديد من الرحلات السياحية. وعُرض خلال مراسيم الاحتفال بالذكرى المئوية لميناء الدارالبيضاء شريط يتحدث عن البدايات الأولى لإحداث هذا الميناء على صعيد العاصمة الاقتصادية، «ففي 2 أبريل 1913 صادق مولاي يوسف على صفقة إحداث الميناء بمفهومه الحديث، وحصلت على هذه الصفقة مجموعة تتألف من «الشركة المغرب» وشركة «شنايدر»، وعرف الميناء مجموعة من المتغيرات، سواء على مستوى إدخال مجموعة من الوسائل التكنولوجية أو تلك المتعلقة بالحكامة، الشيء الذي أدى إلى تضاعف المعاملات التجارية فيه ليصبح واحدا من الركائز الاقتصادية في المغرب». وكانت الفرصة مناسبة للحديث عن ضرورة تدعيم العلاقة بين المدينة ومينائها ومأسسة النقاش حول هذه العلاقة، وسيتم إنشاء متحف مينائي بحري، إضافة إلى إعداد كتب عن الميناء.