لا تزال «حرب» الأسماك بين فيدرالية الصيادين ومسؤولي المندوبية السامية للمياه والغابات مفتوحة، دون أن يسفر اجتماع سنوي عقدته المندوبية يوم 13 مارس الماضي، في أجواء وصفت ب»المشحونة» في امتصاص غضب الفيدرالية الوطنية للصيد الرياضي، والناجم عن اتهامها لمسؤولي تربية وإنتاج الأسماك في مراكز تابعة للمندوبية السامية لمياه والغابات بالتسبب في التراجع المهول ل«الأسماك النبيلة» في محطات الإنتاج، مقابل الإكثار من «الأسماك الغازية». وقالت المصادر إن «حرب الأسماك» بين الطرفين، وصلت حد انتقاد فيدرالية الصيادين الرياضيين صرف ميزانية ضخمة تقدر بملايين الدراهم مخصصة لإنتاج مختلف الأصناف من الأسماك، لتفريخ الأسماك الغازية صنف (الشبوط) بكل أنواعه، وذلك على حساب الأسماك النبيلة (الفرخ الأسود والفرخ الزنجوري والفرخ) المطلوبة من ممارسي الصيد الرياضي والصيد التجاري. وقالت المصادر إن محطة «الدروة» بجهة أزيلال، وهي من أكبر محطات إنتاج وتربية الأسماك في المغرب، جهزت بمعدات تقنية ومفرخة ثانية للرفع من إنتاج صنف سمك الفرخ الأسود، لكن فيدرالية الصيادين تتحدث عن تراجع إنتاج هذا الصنف بنسبة 50 في المائة تقريبا، بين 2009 و2012 ، حسب التقرير السنوي لموسم الصيد 2012 – 2013 الصادر عن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وأشارت المصادر إلى أن هذا الوضع ساهم في إحداث خلل انعدام التوازن الايكتيولوجي بين أصناف السمك في حقينات السدود الكبرى. وأدت سياسة تطعيم حقينات السدود الكبرى بسمك ساقع الصمة إلى جعله صنفا يدخل في النظام الغذائي للفرخ الأسود والفرخ الزنجوري، ما نجم عنه انقراض شبه تام لهذه الأصناف بتكاثره المهول وإحداثه أضرارا كبيرة بأعشاش تبييض الفرخ بنوعيه. وبقي كل من الشبوط وساقع الصمة الصنفان السائدان في هذه المياه. وسجل انخفاض وصف بالمهول فيما يخص إنتاج السلمونيات بمحطة رأس الماء عمالة إفران. وسجلت الفيدرالية وجود انخفاض في إنتاج صنف التروتة النهرية والأصلية لبعض وديان الأطلس المتوسط والكبير، وقالت، في تقرير لها، إن الإحصائيات الصادرة عن المندوبية السامية تؤكد تراجع الإنتاج منذ 2007 لينعدم في سنة 2011 (من 160.000 فرخ إلى 0).