اختتم كريستوفر روس، المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء، جولته في المنطقة بزيارة إلى الجزائر، والتي كانت محطته الأخيرة، قادما إليها من موريتانيا، وهما الدولتان اللتان يعتبرهما المبعوث الأممي معنيتين بالنزاع بشكل غير مباشر، بل وحرص على إشراكهما في الجولات السابقة للمفاوضات بين كل من المغرب وجبهة البوليساريو. وأعاد روس في تصريحاته الصحفية على هامش زيارته إلى الجزائر، التأكيد على ضرورة إيجاد حل عاجل لقضية الصحراء، بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة في منطقة الساحل، مؤكدا أن زيارته إلى المنطقة تأتي في إطار هذه المساعي، على أن يقدم تقريره النهائي أمام مجلس الأمن في ال22 من شهر أبريل الجاري، وهو التقرير الذي دأب المبعوث الأممي على تقديمه سنويا أمام مجلس الأمن. وقبل زيارته إلى كل من الجزائر وموريتانيا، كان المبعوث الأممي قد قام بزيارة إلى مخيمات البوليساريو في الجنوب الجزائري، حيث التقى هناك بكل من زعيم الجبهة محمد ولد عبد العزيز، إضافة إلى مجموعة ممن يعتبرون أنفسهم «مدافعين عن حقوق الإنسان» بالمخيمات، حيث حاول هؤلاء توجيه تصريحات المبعوث الأممي ضد المغرب، غير أن تصريحاته في المخيمات لم تخرج عما صرح به قبل ذلك في العاصمة المغربية الرباط، حول المخاطر التي تتهدد منطقة الساحل والصحراء، وضرورة إيجاد حل عاجل لقضية الصحراء، بناء على مقررات الأممالمتحدة. ومن المنتظر أن تنعقد جولة جديدة من المفاوضات، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بين كل من المغرب وجبهة البوليساريو، بحضور كل من الجزائر وموريتانيا، حيث تبين من الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي أنه يسعى إلى جعلها جولة مفاوضات مباشرة بين الطرفين، بعد فشل مجموعة من جولات المفاوضات غير المباشرة السابقة بين الطرفين، والتي أدت في وقت من الأوقات إلى سحب المغرب لثقته من المبعوث الأممي، قبل أن يعود ويجدد ثقته فيه بعد التزامه بالتقيد بمهمته كمبعوث أممي، دون الخوض في بعض القضايا التي أصرت البوليساريو على إدخالها في المفاوضات.