خلص عدد من المدربين المغاربة إلى أن الناخب الوطني رشيد الطوسي كان مخطئا بخصوص اختياراته البشرية في ما يخص التشكيلة التي اعتمد عليها في المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بتنزانيا(1-3) برسم الجولة الثالثة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2104 التي ستقام بالبرازيل. وفي الوقت الذي ذهب فيه البعض إلى أن هزيمة "دار السلام" كانت بسبب اختيارات المدرب الطوسي في ما يتعلق باللاعبين وباختيار إمارة دبي للاستعداد لهاته المباراة، فإن البعض الأخر أكد أن هزيمة تنزانيا هي تحصيل حاصل للسياسة الكروية الفاشلة المتبعة في بلادنا.
عبد الرحيم طاليب* *مدرب نهضة بركان المنتخب عانى من تفكك واضح اعترف عبد الرحيم طاليب، مدرب فريق نهضة بركان لكرة القدم، أن الهزيمة التي تعرض لها المنتخب الوطني أمس الأول (الأحد) أمام نظيره التنزاني بثلاثة أهداف لواحد بمدينة دار السلام كانت قاسية ولم يكن ينتظرها أحد. وأوضح طاليب أن المنتخب الوطني ظهر بشكل لا بأس به خلال الشوط الأول وأتيحت له مجموعة من الفرص السانحة فشل لاعبوه في ترجمتها إلى أهداف، وأضاف بأن لاعبي المنتخب الوطني ارتكبوا أخطاء دفاعية خلال الشوط الثاني من المباراة أثرت سلبيا على المردود التقني للفريق. وأشار طاليب إلى أن المنتخب الوطني عانى من تفكك واضح في خطوطه خلال الشوط الثاني، مضيفا أن المنتخب الوطني عانى كذلك من ضعف ذهني وتكتيكي استغله لاعبو المنتخب التنزاني من أجل حسم النتيجة لصالحهم. وأكد طاليب أن ضعف الجانب الذهني للاعبي المنتخب الوطني خلال هاته المباراة ساهم في الهزيمة أمام تنزانيا ولم يساعد اللاعبين على مقاومة اندفاع المنتخب التنزاني، مشيرا إلى أن المباريات الدولية تفرض تحضيرا نفسيا خاصا لها. وأقر طاليب بأن الهزيمة الأخيرة للمنتخب الوطني تفرض مراجعة الأوراق من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، لا سيما في ما يخص الأمور التقنية التي يجب الاشتغال عليها لتجاوز هاته الكبوة. ودعا طاليب إلى ضرورة الاشتغال على مجموعة من الأمور بما فيها التقنية، من أجل تصحيح الوضع الحالي للمنتخب الوطني، مضيفا بأن الفريق الوطني مطالب بتجاوز مجموعة من الأخطاء والعيوب.
عبد القادر يومير* *مدرب اتحاد طنجة الطوسي فجر نواة المنتخب بنفسه أرجع عبد القادر يومير، مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم، الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني أمام تنزانيا إلى اختيارات اللاعبين سواء بالاعتماد على لاعبين يفتقدون إلى التجربة أو بالاعتماد على لاعبي الدوري المحلي الذين لم يصلوا بعد إلى مستوى الاعتماد عليهم في تشكيلة المنتخب، كما جاء على لسانه. وأوضح يومير أن اختيار معسكر دبي كان خاطئا ومكلفا من الناحية المالية وأنه اختيار شخصي للطوسي أكثر منه للمنتخب. وأبدى يومير استغرابه لعدم اعتماد الطوسي على التشكيلة نفسها التي تعادلت أمام جنوب إفريقيا في كأس أمم إفريقيا، وزاد قائلا:»استبشرنا خيرا بعد التعادل أمام جنوب إفريقيا بظهور نواه جديدة للمنتخب، كما أقر بذلك الطوسي بنفسه، لكن للأسف بعد مرور عدة أسابيع فإن الطوسي فجر هاته النواة، في وقت كان عليه إجراء تعديلات بسيطة». وفي تحليله لمباراة تنزانيا قال يومير:»الطوسي اعتمد على دفاع ضعيف رغم أن بناء منتخب قوي يفرض التوفر على دفاع صلب، كما أنني استغربن اعتماده على الحافظي وبورزوق بدل العربي ولمرابط، وأعتقد أنه لو كان الثنائي الأخير حاضرا خلال الشوط الأول لاستثمرنا المحاولات التي أتيحت لنا، وأعتقد أن التجارب السابقة أثبتت أن بورزوق والحافظي يكونان مؤثرين في حال دخولهما كبديلين كما حدث أمام منتخبي ساحل العاج وجنوب إفريقيا». وأكد يومير أن الطوسي سهل مأمورية المنتخب التنزاني عندما أفرغ وسط الميدان باعتماد على ثلاث رؤوس حربة هم بورزوق، والعربي، والبحري، وأضاف:»هذا القرار لا يتخذه إلا المدربون المبتدؤون على اعتبار انه زعزع توازن الفريق الوطني». واعترف يومير أنه لا يحمل أي ضغينة لأحد وأنه يتحدث انطلاقا من غيرته الوطنية، مشيرا إلى أن الطوسي كان مرتبكا أمام تنزانيا وأن مساعديه الركراكي وبنمحمود كانا خارج التغطية. وكشف يومير أن الطوسي يتأثر بنبض الشارع، وقال بهذا الخصوص: «تعرض للشتم بمركب محمد الخامس بسبب الحافظي فاعتمد بشكل رسمي على اللاعب أمام تنزانيا، ثم سمع بضرورة الاعتماد على اللاعب المحلي فاستدعى 16 لاعبا من البطولة ومن القسم الثاني».
جمال السلامي* *مدرب فريق الفتح الرياضي الاختيارات البشرية والأخطاء وراء الهزيمة أكد جمال السلامي، مدرب فريق الفتح الرياضي لكرة القدم، أن هزيمة المنتخب أمام تنزانيا خلفت إحباطا كبيرا عند المتتبعين، وأضاف في تحليله للمباراة:»أعتقد أن اختيارات اللاعبين لم تكن موفقة مقارنة مع أهمية المباراة بالنسبة للمنتخب في إطار التصفيات القارية المؤهلة غلى نهائيات كاس العالم 2014». وكشف السلامي أن المدرب الطوسي اعتمد خلال مباراة تنزانيا على لاعبين يفتقدون إلى التجربة والتباري في المباريات الدولية، مضيفا أن المنتخب الوطني افتقد كذلك إلى قائد حقيق داخل أرضية الملعب. وأرجع السلامي الهزيمة إلى عدم التعامل مع المباراة بالطريقة المطلوبة لا سيما بعد تسجيل الهدف الأول مباشرة بعد بداية الجولة الثانية، وأضاف بأن غياب لاعبين مجربين صعب من مأمورية المنتخب الوطني خلال هاته المباراة. وفي تقييمه لأداء المنتخب التنزاني خلال هاته المباراة، قال السلامي:»المنتخب التنزاني اعتمد خلال هاته المباراة على بناء عملياته من الخلف، ولم يبادر إلى الضغط على لاعبي المنتخب الوطني، حيث حاول مدربه استغلال المساحات خلف المدافعين كما ظهر ذلك جليا خلال الجولة الأولى وذلك بالمرور عبر الأروقة». السلامي أوضح أن رغبة لاعبي المنتخب الوطني في تسجيل هدف التعادل خلال الشوط الثاني خلقت فراغات استغلها على نحو جيد المنتخب التنزاني بإضافة لهدفين آخرين، وأضاف بأن الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها مدافعو المنتخب الوطني ساهمت في دورها في الهزيمة القاسية التي تعرض لها المنتخب». وشدد السلامي، على أن الاختيارات البشرية كان لها تأثير كبير على نتيجة المباراة من خلال الاعتماد على عناصر تفتقد إلى التجربة في مثل هاته الظروف، وتابع قائلا:» أشير إلى أن الحصيلة كانت محبطة خلال هاته المباراة، رغم أنه أتيحت لنا مجموعة من الفرص السانحة خلال الشوط الأول لم نستغلها بشكل جيد خلال الشوط الأول، وبالنسبة للنتيجة فقد كانت قاسية مقارنة بانتظارات الشارع المغربي».
يوسف المريني* *مدرب أولمبيك أسفي المنتخب عانى من تفكك واضح قال يوسف المريني، مدرب أولمبيك أسفي لكرة القدم، إن الهزيمة القاسية التي تعرض لها المنتخب الوطني بتنزانيا، هي تحصيل حاصل للسياسة الكروية المتبعة في بلادنا، وأضاف أنه بغض النظر عن هاته المباراة فإن الواقع يفرض علينا إعادة النظر في سياسة التكوين كما يروج دائما. وأكد المريني أن تكوين منتخب قوي يفرض الاهتمام بالفئات الصغرى عوض الاعتماد على لاعبين عن سن الثلاثين ليس لديهم مباريات دولية في رصيدهم، وتابع قائلا:»للأسف نقوم بتجميع مجموعة من اللاعبين في أخر لحظة كما الشأن بالنسبة للمنتخب الحالي، فأعتقد أن هناك لاعبين أو ثلاثة هما فقط من سبق لهم أن لعبوا في منتخب الشباب أو المنتخب الأولمبي، بينما الأغلبية لم تتدرج في المنتخبات الوطنية، وهاته مسألة خاطئة على اعتبار أن التدرج يسم للاعب بالتسلح بالتجربة الكافية لخوض مثل هاته المباريات». وواصل المريني تشخيصه لواقع المنتخب الوطني قائلا:» يصعب كثيرا بناء منتخب أو فريق قوي دون المرور عبر بوابة التكوين والتدرج عبر فئات المنتخبات الوطنية، وبخلاف ذلك فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة من خلال تجميع مجموعة من اللاعبين ليس لديهم تكوين في المباريات الدولية، وبالنسبة لنا جميعا فقد أصيبنا بحالة حزن شديد بعد الهزيمة أمام تنزانيا، واعتقد أنه من العار والعيب أن يستمر هذا الوضع». المريني أوضح أن الجامعة وفرت كل الظروف المناسبة للمنتخب الحالي، مضيفا أن المشكل يعود إلى الأساس وغلى ضرورة تكوين إدارة تقنية وطنية مستقلة تسهر على بناء سياسة كروية وطنية والسهر على جميع المنتخبات الوطنية. ودعا المريني إلى ضرورة محاكاة تجربة مجموعة من الدول الرائدة في كرة القدم كفرنسا وألمانيا من أجل النهوض بكرة القدم الوطنية وتكوين منتخب قوي قادر على تحقيق الانتصارات.