إن الصحة لم تعد في عصرنا الحالي نقيض المرض، ولا يمكننا الحصول عليها باقتناء الأدوية، بل باعتماد ونهج سلوك طويل المسير، يعتمد على السيطرة على الذات، وأقصد بذلك التحكم في كمية الطعام ونوعيته، فأغلب أمراض العصر ترتبط ارتباطا وثيقا بالغذاء، ولعل الإفراط فيه أهم أسبابها. فكثيرا ما نسمع أناسا يشتكون من عسر الهضم، والغثيان، والإسهال، والتقيؤ، والخمول… ولا يعلمون أن سبب ذلك هو كثرة المواد الغذائية على مستوى المعدة والأمعاء، وأن تخمر هذه الأخيرة يؤدي إلى تعفنها، وبالتالي حدوث التهابات على مستوى الأغشية المخاطية الهضمية (التهاب المعدة والأمعاء والقولون).... والإفراط في المواد الدسمة يعني السمنة، وكثرة الكولسترول تعني زيادة كثافة الدم وتصلب الشرايين والتهابها وانسدادها... وعموما فكثرة الأكل تصيب الجسم بالخمول، فتصير مختلف الأعضاء عاجزة عن أداء وظائفها، حينها تبدأ الاضطرابات والأمراض في الظهور.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية